كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - ذكر النابغة الجعدي ونسبه وأخباره

صفحة 6 - الجزء 5

  معاوية: إن الناقمية⁣(⁣١) بنت عامر بن مالك، وهو الناقم، سمّي بذلك لأنه انتقم بلطمة لطمها، وهو ابن سعد⁣(⁣٢) بن جدّان⁣(⁣٣) بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، كانت عند معاوية بن بكر بن هوازن فمات عنها أو طلَّقها وهي نسء⁣(⁣٤)، فتزوّجها سعد بن زيد مناة بن تميم، فولدت على فراشه صعصعة بن معاوية، ثم ولدت هبيرة ونجدة وجنادة؛ فلما مات سعد اقتسم بنوه الميراث وأخرجوا صعصعة منه، وقالوا: أنت ابن معاوية بن بكر؛ فلما رأى ذلك أتى بني معاوية بن بكر فأقرّوا بنسبه ودفعوه عن الميراث؛ فلما رأى ذلك أتى سعد بن الظَّرب العدوانيّ فشكا إليه ما لقي، فزوّجه بنت أخيه عمرة بنت عامر بن الظَّرب، وأبوها عامر الذي يقال له: ذو الحلم⁣(⁣٥)؛ وعمرة ابنته هذه هي التي كانت تقرع⁣(⁣٦) له العصا إذا سها في الحكم؛ وله⁣(⁣٧) يقول الشاعر⁣(⁣٨):

  لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علَّم الإنسان إلا ليعلما

  قال: وكانت عمرة يوم زوّجها عمّها نسئا من ملك من ملوك اليمن يقال له: الغافق بن العاصي الأزديّ، والملك يومئذ في الأزد، فولدت على فراش صعصعة عامر بن صعصعة، فسمّاه صعصعة عامرا بجدّه عامر بن الظَّرب. وقال في ذلك حبيب بن وائل بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن:


(١) في «شرح القاموس» مادة «نقم»: «والناقمية هي رقاش بنت عامر وبنوها بطن من عبد القيس نسبوا إلى أمهم. وقال ابن الأثير: هي أم ثعلبة وسعد ابني مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بها يعرفون. وقال الكلبي: تزوج غنم بن حبيب بن كعب بن بكر بن وائل الناقمية وهي رقاش بنت عامر وهي عجوز فقيل: ما تريد منها؟ فقال: لعلي أتعيز منها غلاما فولدت منه غلاما فولدت منه غلاما سمي عيز وأنشد الجوهري لسعد بن زيد مناة:

لقد كنت أهوى الناقمية حقبة ... فقد جعلت آسان وصل تقطع «

الآسان: جمع أسن بضمتين وبالكسر وتسكين السين وكعتل: الحبل. وكتب مصحح «شرح القاموس» بهامشه ما نصه: «قوله: أتعيز كذا بالنسخ وحرره» ولم نجد هذه الكلمة في مادتها في الكتب التي بين أيدينا؛ وقد استقصيناها فوجدنا صوابها في «شرح القاموس» في مادة «غبر» حيث قال: «وتزوّج غنم (وفي» القاموس «عثمان وهو غلط) بن حبيب بن كعب بن بكر بن يشكر بن وائل امرأة مسنة اسمها رقاش بنت عامر فقيل له: إنها كبيرة السن! فقال: لعلي أتغبر منها ولدا أي أستفيده فلما ولد له سماه غبر كزفر فهو أبو قبيلة» اه.

وجاء في «لسان العرب» مادة «غبر» ما نصه: «تزوّج رجل من العرب امرأة قد أسنت فقيل له في ذلك فقال: لعلي أتغبر منها ولدا فولدت له غبر، مثل عمر، وهو غبر بن غنم بن يشكر بن بكر بن وائل، ومعنى أتغبر منها ولدا: أستفيد منها ولدا» اه. وقد ورد أيضا في «المشتبه» للذهبي و «مختلف القبائل ومؤتلفها» لابن حبيب (ص ٢٣ طبع أوروبا): «غبر (بالغين المعجمة وبالباء الموحدة) ابن غنم بن حبيب بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن بكر بن هوازن» اه.

(٢) كذا في «شرح القاموس» و «الصحاح» للجوهري (مادة نقم). وفي جميع الأصول: «مسعود».

(٣) كذا في «شرح القاموس» مادة جدد وكتاب «مختلف القبائل ومؤتلفها» (طبع أوروبا ص ٣) وهو قريب لما جاء في نسخة م من التصحيف فقد ورد فيها: «حدان» بالحاء المهملة. وفي سائر الأصول: «خندف» وهو خطأ.

(٤) النسء (بالتثليث): المرأة المظنون بها الحمل، وقيل: التي ظهر حملها.

(٥) كذا في م وهو الموافق لما جاء في «اللسان» و «القاموس» (مادة قرع) «ومجمع الأمثال» للميداني (طبع بولاق ج ١ ص ٣٢). وفي سائر الأصول: «الحكم» بالكاف وظاهر أنه تحريف.

(٦) قيل: إن أول من قرعت له العصا عمرو بن مالك بن ضبيعة أخو سعد بن مالك الكناني، وقيل: خالد بن ذي الجدّين حكم ربيعة، وقيل: هو ربيعة بن مخاشن حكم تميم، وقيل: هو عمرو بن حممة الدوسي حكم اليمن. (راجع «شرح القاموس» مادة قرع و «مجمع الأمثال» للميداني).

(٧) كذا في م. وفي باقي الأصول: «ولهما يقول الشاعر».

(٨) نسب هذا البيت في «اللسان» و «شرح القاموس» (مادة قرع) إلى المتلمس.