1 - ذكر النابغة الجعدي ونسبه وأخباره
  /
  أزعمت أنّ الغافقيّ أبوكم ... نسب لعمر أبيك غير مفنّد(١)
  وأبوكم ملك ينتّف باسته ... هلباء(٢) عافية كعرف الهدهد
  جنحت عجوزكم إليه فردّها ... نسئا بعامركم ولمّا يؤيد
  ويكنى النابغة أبا ليلى.
  وأخبرنا أبو خليفة عن محمد بن سلَّام قال:
  هو قيس بن عبد اللَّه بن عدس بن ربيعة بن [جعدة(٣) بن كعب بن ربيعة بن عامر بن] صعصعة. وقال ابن الأعرابيّ: هو قيس بن عبد اللَّه بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة، ووافق ابن سلَّام في باقي نسبه(٤). وهذا وهم ممن قال: إن اسمه قيس(٥)؛ وليس يشكّ في أنه كان له أخ يقال له وحوح بن قيس، وهو الذي قتله بنو أسد؛ وخبره يذكر بعد هذا ليصدق نسب النابغة.
  وأمه فاخرة بنت عمرو بن جابر بن شحنة الأسديّ.
  سبب لقبه النابغة:
  وإنما سمّي النابغة لأنه أقام مدّة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله.
  / أخبرني الحسين بن يحيى قال قال حمّاد: قرأت على القحذميّ:
  قال الجعديّ الشعر في الجاهلية ثم أجبل(٦) دهرا ثم نبغ بعد في الشعر في الإسلام.
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ قال:
  أقام النابغة الجعديّ ثلاثين سنة لا يتكلَّم، ثم تكلَّم بالشعر.
  عمره وشعره فيه:
  قال القحذميّ في رواية حمّاد عنه: كان الجعديّ أسنّ من نابغة بني ذبيان.
(١) مفند: مكذب.
(٢) هلباء: كثيرة الشعر، يقال: رجل أهلب وامرأة هلباء. والهلباء صفة غالبة على الاست. وعافية: طويلة الشعر غزيرته، يقال: عفا شعر البعير إذا طال وكثر فغطى دبره، وفلان عفا شعره وأعفاه: تركه حتى طال وكثر.
(٣) التكملة عن م «وطبقات الشعراء» لابن سلام (ص ٢٦ طبع ليدن).
(٤) كذا في م. وفي سائر النسخ: «في بعض نسبه».
(٥) ورد في كتاب «المعمرين» لأبي حاتم السجستاني (ص ٧١ طبع ليدن) أن اسمه قيس بن عبد اللَّه. وقد استدل المؤلف على بطلان قولهم بأن له أخا يسمى وحوح بن قيس، وإذا فقيس اسم أبيه لا اسمه. قال في الإصابة: «ويحتمل أن يكون أخاه لأمه». ولعل مصدر هذا الاحتمال قول النابغة:
ألم تعلمي أني رزئت محاربا ... فما لك منه اليوم شيء ولا ليا
ومن قبله ما قد رزئت بوحوح ... وكان «ابن أمّي» والخليل المصافيا
والتعبير عن الأخ بابن الأم يحتمل معه أن يكون الأخوان لأب واحد أو لأبوين. وذكر ابن قتيبة في كتابه «طبقات الشعراء» (ص ١٥٨ طبع ليدن) ما نصه: «هو عبد اللَّه بن قيس من جعدة ... إلخ».
(٦) أجبل الشاعر: صعب عليه القول.