1 - ذكر النابغة الجعدي ونسبه وأخباره
  فإن يكن ابن عفّان أمينا ... فلم يبعث بك البرّ الأمينا
  فيا قبر النبيّ وصاحبيه ... ألا يا غوثنا لو تسمعونا
  ألا صلَّى إلهكم عليكم ... ولا صلَّى على الأمراء فينا
  خبره مع عليّ ومعاوية:
  أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ ويحيى بن عليّ بن يحيى قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا بعض أصحابنا عن ابن دأب(١) قال:
  لما خرج عليّ رضي اللَّه تعالى عنه إلى صفّين خرج معه نابغة بني جعدة؛ فساق به يوما فقال:
  /
  قد علم المصران(٢) والعراق ... أنّ عليّا فحلها العتاق(٣)
  أبيض جحجاح له رواق ... وأمّه غالى بها الصّداق
  أكرم من شدّ به(٤) نطاق ... إنّ الألى جاروك لا أفاقوا
  لهم سياق(٥) ولكم سياق ... قد علمت ذلكم الرّفاق
  سقتم إلى نهج الهدى وساقوا ... إلى التي ليس لها عراق(٦) ... في ملَّة عادتها النّفاق
  فلما قدم معاوية بن أبي سفيان الكوفة، قام النابغة بين يديه فقال:
  ألم تأت أهل المشرقين رسالتي ... وأيّ(٧) نصيح لا يبيت على عتب
  ملكتم فكان الشرّ آخر عهدكم ... لئن لم تدارككم حلوم بني حرب
  وقد كان معاوية كتب إلى مروان فأخذ أهل النابغة وماله؛ فدخل النّابغة على معاوية، وعنده عبد اللَّه بن عامر ومروان، فأنشده:
  من راكب يأتي ابن هند بحاجتي ... على(٨) النّأي والأنباء تنمى وتجلب
(١) هو عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب ويكنى أبا الوليد كان هو وأبوه وأخوه من العلماء بأشعار العرب وأخبارهم وأيامهم وكان أثيرا عند الهادي وله معه أخبار طويلة. (انظر «مروج الذهب» للسعودي ج ٦ ص ٢٦٤ - ٢٦٥ طبع أوروبا «والمحاسن والمساوئ» ص ٦١٣ - ٦١٤ طبع أوروبا).
(٢) المصران: الكوفة والبصرة.
(٣) كذا في أكثر الأصول. والذي في «معاجم اللغة» أن العتاق (وزان غراب): الخمر الحسنة القديمة. ولعله يريد بفحلها العتاق فحلها الكريم. وفي م: «الفناق» بالفاء والنون.
(٤) في ط، ء، م: «بها».
(٥) كذا في ح، م وكذلك صححه المرحوم الشنقيطي بنسخته. وفي سائر الأصول: «سباق» بالباء الموحدة وهو تصحيف.
(٦) يريد إلى مضلة لا نهاية لها ولا غاية.
(٧) في ط، ء: «وإني».
(٨) في ط، ء:
... لحاجتي ... بكوفان ... «
وكوفان هي الكوفة، وهي أيضا قرية بهراة.