كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

2 - حرب بكر وتغلب

صفحة 31 - الجزء 5

  يوم واردات:

  فتفرّقوا، ثم غبروا زمانا. ثم التقوا يوم واردات⁣(⁣١)، وكان لتغلب على بكر، وقتلوا بكرا أشدّ القتل، وقتلوا بجيرا؛ وذلك قول مهلهل:

  فإني قد تركت بواردات ... بجيرا في دم مثل العبير

  هتكت به بيوت بني عباد ... وبعض الغشم⁣(⁣٢) أشفى للصدور

  قال مقاتل: [إنه]⁣(⁣٣) إنما التقط توّا. وسيجئ حديثه أسفل من هذا⁣(⁣٤). التوّ: الفرد، يقال: وجدته توّا، أي وحده.

  / قال أبو برزة: ثم انصرفوا بعد يوم واردات غير بني ثعلبة بن عكابة ورأسوا على أنفسهم الحارث بن عباد، فاتّبعتهم بنو ثعلبة بن عكابة، حتى التقوا بالحنو⁣(⁣٥)، فظهرت بنو ثعلبة على تغلب.

  يوم القصيبات ويوم قضة:

  قال مقاتل: ثم التقوا يوم بطن السّرو، وهو يوم القصيبات⁣(⁣٦)، وربما قيل يوم القصيبة⁣(⁣٧)، وكان لبني تغلب على بكر، حتى ظنّت بكر أن سيقتلونها⁣(⁣٨) - قال مقاتل: وقتلوا يومئذ همّام بن مرّة -. ثم التقوا يوم قضة وهو يوم التحالق ويوم الثّنيّة⁣(⁣٩). ويوم قضة ويوم الفصيل لبكر على تغلب. قال أبو برزة: اتّبعت تغلب بكرا فقطعوا رملات خزازي⁣(⁣١٠)


(١) واردات: موضع عن يسار طريق مكة.

(٢) الغشم: الظلم.

(٣) زيادة عن ط، ء.

(٤) في ب، س، ح: ... أسفل من هذا حديثه». بزيادة كلمة «حديثه»، وظاهر أنه زيد سهوا من الناسخ.

(٥) الحنو: موضع في ديار بكر وتغلب.

(٦) القصيبات: موضع في ديار بكر وتغلب.

(٧) كذا في م وبه يستقيم الكلام. وفي باقي الأصول: ... وربما قيل القصيبة وهي القصبات لبني تغلب ...».

(٨) في ط، ء، م: «أن سيقتلوها» و «أن» يجوز فيها أن تكون مخففة من الثقيلة وأن تكون ناصبة للفعل بعد الظن، ولكن وجود السين في الفعل بعدها يعين أنها مخففة، فيجب رفع الفعل. وفي ب، س، ح: ... أن سيقتلوا معا». وفي كتاب «الكامل» لابن الأثير (ج ١ ص ٣٩٥ طبع أوروبا) - ولعله هو الصحيح -: ... حتى ظنوا أنهم لن يستقيلوا».

(٩) الثنية هنا: الطريقة في الجبل كالنقب. ويوم الثنية معطوف على «يوم التحالق» على أنه تفسير آخر ل «يوم قضة» كما يعينه إيراد الخبر في كتاب «معجم ما استعجم» في كلامه على «واردات»، ونصه بعد أن ذكر الأيام التي قبله: ... والخامس يوم قضة وهو يوم التحالق ويوم الثنية، وقال أبو عبيدة: وهو أول يوم شهده الحارث بن عباد ...». وظاهر أن الثنية التي أضيف إليها هذا اليوم هي الثنية التي وقع فيها الجمل فسدّها حين طعنه عوف بن مالك ليسدّ الطريق دون قومه ثم تحالقوا لتعرفهم النساء، كما سيجيء ذلك بعد أسطر.

(١٠) خزازي (ويقال فيه أيضا خزاز كسحاب وخزاز بالبناء على الكسر كقطام): جبل في ناحية منعج دون إمرة وفوق عاقل، على يسار طريق البصرة إلى المدينة، بإزاء حمى ضرية. والرغام: اسم رملة بعينها (كما في «القاموس»)، وذكر ياقوت في «معجم البلدان» أنها من نواحي اليمامة. وفي كتاب «صفة جزيرة العرب» للهمداني (طبع ليدن ص ١٥٣) بعد أن عرض لذكر القصبتين اللتين ذكرتا في أخبار بني وائل وإحداهما قصبة الرغام، قال: ... والرغام جماع منها سفوح وأرطاة والبردان والطويل، وكل ذا فيه نخل كثير، ورميلة هي رملة الرغام مشرفة على ثرمداء ...».