6 - خبر النهدي في هذا الشعر
  دعيني من سنادك إنّ حزنا ... وسهلا ليس بعدهما رقود
  ألا تسلين عن شبليّ ماذا ... أصابهما إذا اهترش(١) الأسود
  فإنّي لو ثأرت المرء حزنا ... وسهلا قد بدا لك ما أريد
  فرجع القوم إلى الملك فأخبروه بما سمعوا، فأمر بقتل النّهديّ رزاح، وردّ زهيرا إلى موضعه.
  شعر للوليد بن عقبة أجابه عنه الفضل بن العباس:
  وقد أنشدني محمد بن العباس اليزيديّ قال: أنشدنا محمد بن حبيب أبيات الوليد هذه على الولاء(٢)، وهي:
  ألا من لليل لا تغور كواكبه ... إذا لاح نجم لاح نجم يراقبه(٣)
  بني هاشم ردّوا سلاح ابن أختكم(٤) ... ولا تنهبوه لا تحلّ مناهبه
  بني هاشم لا تعجلوا(٥) بإقادة ... سواء علينا قاتلوه وسالبه
  فقد يجبر العظم الكسير وينبري ... لذي الحقّ يوما حقّه فيطالبه
  وإنّا وإيّاكم وما كان منكم ... كصدع الصّفا لا يرأب الصّدع شاعبه
  بني هاشم كيف التعاقد(٦) بيننا ... وعند عليّ سيفه وحرائبه(٧)
  لعمرك لا أنسى ابن أروى وقتله ... وهل ينسينّ الماء ما عاش شاربه
  هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما غدرت يوما بكسرى مرازبه
  وإنّي لمجتاب إليكم بجحفل ... يصمّ السّميع جرسه(٨) وجلائبه
  وقد أجاب الفضل بن عبّاس بن عتبة بن أبي لهب الوليد عن هذه الأبيات، وقيل: بل أبوه العبّاس بن عتبة المجيب له أيضا. والجواب:
(١) الاهتراش: التقاتل والتواثب.
(٢) الولاء: المتابعة، يقال: افعل هذه الأشياء على الولاء أي متابعة.
(٣) في ح، م والاستيعاب (ج ٢ ص ٢٦٢): «إذا لاح نجم غار نجم يراقبه».
(٤) في ط، م، ء: «ابن عمكم». وعثمان بن عفان يمت إلى بني هاشم بالخؤولة والعمومة وقد روى في ص ١١٧ من هذا الجزء: «ابن أختكم» في جميع النسخ. وكذلك فيما سيلي قريبا.
(٥) في ح: «لا تعجلونا فإنه».
(٦) في ط، م، ء: «التعاذر» وسيرد قريبا بروايتين أخريين هما: «كيف الهوادة» و «كيف التواصل».
(٧) كذا في ط، ء. والحرائب: جمع حريبة وهي مال الرجل الذي يعيش به، وقيل: ما يسلب من المال. وفي م: «لجائبه». وفي سائر الأصول: «جرائبه» وهما تحريف، وسيرد قريبا: «نجائبه».
(٨) الجرس: الصوت.