7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه
  خلف سعد بن أبي وقاص على الكوفة وقصته معه حين قدم عليه:
  أخبرني أحمد قال حدّثني عمر بن شبّة قال حدّثني بعض أصحابنا عن ابن دأب قال:
  لما ولَّي عثمان ¥ الوليد بن عقبة الكوفة قدمها وعليها سعد بن أبي وقّاص، فأخبر بقدومه؛ فقال:
  وما صنع؟ قال: وقف في السوق فهو يحدّث الناس هناك ولسنا ننكر شيئا من شأنه؛ فلم يلبث أن جاءه نصف النهار، فاستأذن على سعد فأذن له، فسلَّم عليه بالإمرة وجلس معه؛ فقال له سعد: ما أقدمك أبا وهب؟ قال:
  أحببت زيارتك؛ قال: وعلى ذلك أجئت بريدا؟ قال: أنا أرزن من ذلك، ولكن القوم احتاجوا إلى عملهم فسرّحوني إليه، وقد استعملني أمير المؤمنين على الكوفة؛ فمكث طويلا ثم قال: لا واللَّه ما أدري أصلحت بعدنا / أم فسدنا بعدك! ثم قال:
  خذيني فجرّيني ضباع وأبشري(١) ... بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره(٢)
  / فقال: أما واللَّه(٣) لأنا أقول للشعر وأروى له منك، ولو شئت لأجبتك، ولكنّي أدع ذلك لما(٤) تعلم؛ نعم واللَّه قد أمرت بمحاسبتك والنظر في أمر عمّالك؛ ثم بعث إلى عمّاله فحبسهم وضيّق عليهم، فكتبوا إلى سعد يستغيثون، فكلَّمه فيهم؛ فقال له: أو للمعروف عندك موضع؟ قال: نعم واللَّه! فخلَّي سبيلهم.
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثني عمر قال حدّثنا جنّاد(٥) بن بشر قال: حدّثني جرير(٦) عن مغيرة(٧) بنحوه.
  قال أبو زيد عمر بن شبّة أخبرنا أبو بكر الباهليّ قال حدّثنا هشيم عن العوّام بن حوشب:
  أنه لمّا قدم على سعد قال له سعد: ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال: لا تجزعنّ أبا إسحاق، فإنما هو الملك يتغدّاه قوم ويتعشّاه آخرون؛ فقال له سعد: أراكم واللَّه ستجعلونه ملكا.
  أخبرني أحمد قال حدّثني عمر قال حدّثني المدائني عن بشر بن عاصم عن الأعمش عن شقيق(٨) بن سلمة قال:
  قدم الوليد بن عقبة عاملا لعثمان على الكوفة وعبد اللَّه بن مسعود على بيت المال، وكان سعد قد أخذ مالا، فقال الوليد لعبد اللَّه: خذه بالمال، فكلَّمه عبد اللَّه بمحضر من الوليد في ذلك؛ فقال سعد: آتى أمير المؤمنين، فإن أخذني به / أدّيته. فغمز الوليد عبد اللَّه، ونظر إليهما سعد فنهض وقال: فعلتماها! ودعا اللَّه أن يغري بينهما وأدّى المال.
(١) في س: «وإنما».
(٢) في ب، س: «ناشره».
(٣) في ط، ء: «أم».
(٤) كذا في س: وفي سائر الأصول: «لما لا تعلم».
(٥) في ح: «حيان».
(٦) هو جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي كما في «تهذيب التهذيب».
(٧) هو المغيرة بن مقسم الضبي كما في «تهذيب التهذيب».
(٨) كذا في ح، م. وهو شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي الراوي وهو الذي يروى عنه الأعمش. وفي سائر الأصول: «سفيان» وهو تحريف. (راجع «تهذيب التهذيب»، و «الاستيعاب» في اسم شقيق).