7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه
  وفد على معاوية فخدعه عن مال له ثم استجدى معاوية فوبخه وشعره في ذلك وصلة معاوية له:
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ ومحمد بن يحيى الصّوليّ واللفظ له، قالا حدّثنا محمد بن زكريا الغلابيّ قال حدّثنا عبد اللَّه بن الضّحّاك عن هشام بن محمد عن أبيه، قال محمد: وحدّثنا عبد اللَّه(١) بن محمد ومحمد بن عبد الرحمن جميعا عن مطرّف بن عبد اللَّه عن عيسى بن يزيد، قال:
  وفد الوليد بن عقبة، وكان جوادا، على معاوية؛ فقيل له: هذا الوليد بن عقبة بالباب؛ فقال: واللَّه ليرجعنّ(٢) معطيا غير معطى، فإنه الآن قد أتانا يقول: عليّ دين وعليّ كذا وكذا؛ يا غلام ائذن له، فأذن له؛ فسأله وتحدّث معه، ثم قال: أما واللَّه إن كنّا لنحبّ إيثار(٣) مالك بالوادي وقد أعجب أمير المؤمنين، فإن رأيت أن تهبه ليزيد فعلت؛ فقال الوليد: هو ليزيد، ثم خرج وجعل يختلف إلى معاوية أياما، فقال له يوما: انظر يا أمير المؤمنين في شأني، فإنّ عليّ مؤونة وقد أرهقني دين؛ فقال له معاوية: ألا تستحي لحسبك ونسبك! تأخذ ما تأخذ فتبذّره ثم لا تنفكّ تشكو دينا!؛ فقال له الوليد: أفعل، ثم انطلق مكانه(٤) فصار إلى الجزيرة، فقال:
  فإذا سئلت تقول لا ... وإذا سألت تقول هات
  تأبى فعال الخير لا ... تروي وأنت على الفرات
  أفلا تميل إلى نعم ... أو ترك لا حتى الممات
  / قال: فبلغ معاوية مقدمه الجزيرة، فخافه وكتب إليه: أن أقبل إليّ؛ فكتب إليه:
  أعفّ وأستحيي(٥) كما قد أمرتني ... فأعط سواي ما بدا لك وانحل
  سأحدو ركابي عنك إنّ عزيمتي ... إذا نابني أمر كسلَّة منصل(٦)
  وإني امرؤ للرأي منّي تطرّف ... وليس شبا قفل عليّ بمقفل
  ورحل إلى الحجاز، فبعث إليه معاوية بجائزة.
  [انقضت أخبار الوليد بن عقبة](٧).
  صوت من المائة المختارة
  ربما نبّهني الأخ ... وان والليل بهيم
  حين غارت وتدلَّت ... في مهاويها النجوم
(١) في ح: «عبيد اللَّه».
(٢) في م: «مغيظا».
(٣) في ط، ء، م: «إتيان».
(٤) يريد أنه انطلق من فوره.
(٥) كذا في ح، م. وفي باقي الأصول: «وأستغني».
(٦) المنصل (بضمتين وكمكرم): السيف.
(٧) زيادة عن م.