كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

8 - نسب إبراهيم الموصلي وأخباره

صفحة 111 - الجزء 5

  وهارون أبدا ولا أغنّيهما، وخلَّى سبيلي. قال: وصنعت في الحبس لحنا⁣(⁣١) / في شعر أبي العتاهية لمّا حبسه المهديّ بسبب عتبة، وهو:

  صوت

  أيا ويح قلبي من نجيّ البلابل ... ويا ويح ساقي من قروح السّلاسل

  ويا ويح نفسي ويحها ثم ويحها ... ألم تنج يوما من شباك الحبائل

  ويا ويح عيني قد أضرّبها البكا ... فلم يغن عنها طبّ ما في المكاحل

  ذريني أعلَّل نفسي اليوم إنها ... رهينة رمس في ثرى وجنادل

  ذريني أعلَّل بالشّراب فقد أرى ... بقيّة عيشي هذه غير طائل

  / الشعر لأبي العتاهية، وذكر حمّاد أنه لجدّه إبراهيم. والغناء لإبراهيم رمل بالوسطى في الثلاثة الأبيات الأوّل، وله في البيتين الأخيرين ثقيل أوّل بالوسطى.

  طلبه الهادي لما ولي الخلافة وكان استتر منه برّا بيمينه للمهديّ:

  قال حمّاد: فلما ولي موسى الهادي الخلافة استتر جدّي منه ولم يظهر له بسبب الأيمان التي حلَّفه بها المهديّ، فكانت منازلنا تكبس في كل وقت وأهلنا يروّعون بطلبه حتى أصابوه فمضوا به إليه، فلما عاينه قال:

  يا سيّدي، فارقت أمّ ولدي وأعزّ خلق اللَّه عليّ، ثم غنّاه لحنه في شعره:

  صوت

  يا بن خير الملوك لا تتركنّي ... غرضا للعدوّ يرمي حيالي⁣(⁣٢)

  فلقد في هواك فارقت أهلي ... ثم عرّضت مهجتي للزوال

  ولقد عفت في هواك حياتي ... وتغرّبت بين أهلي ومالي

  الشّعر والغناء لإبراهيم خفيف رمل بالوسطى. قال إسحاق: فموّله⁣(⁣٣) واللَّه الهادي وخوّله، وبحسبك أنه أخذ منه في يوم واحد مائة وخمسين ألف دينار⁣(⁣٤)، ولو عاش لنا لبنينا حيطان دورنا بالذهب والفضة.

  ما وصل إليه من الأموال وما تركه وشئ عن مروءته:

  قال حمّاد قال لي أبي: نظرت إلى ما صار إلى جدك من الأموال والغلَّات⁣(⁣٥) وثمن ما باع من جواريه، فوجدته أربعة وعشرين ألف ألف درهم سوى أرزاقه الجارية، وهي عشرة آلاف درهم في كلّ شهر، وسوى غلَّات


(١) كذا في ح، م. وفي سائر الأصول: «من شعر ... إلخ».

(٢) كذا في ط، ء، م. وفي سائر الأصول: «حبالى» بالباء، وهو تصحيف.

(٣) موّله وخوّله: أعطاه مالا وخولا.

(٤) في «مختار الأغاني»: «درهم».

(٥) في ط، ء، م: «والصلات».