1 - أخبار الصمة القشيري ونسبه
  ألا يا خليليّ اللذين تواصيا ... بلومي إلَّا أن أطيع وأسمعا
  قفا إنه لا بدّ من رجع نظرة ... يمانيّة شتّى بها القوم أو معا
  لمغتصب قد عزّه(١) القوم أمره ... حياء يكفّ الدمع أن يتطلَّعا
  تبرّض(٢) عينيه الصّبابة كلَّما ... دنا الليل أو أوفى من الأرض ميفعا(٣)
  فليست عشيّات الحمى برواجع ... إليك ولكن خلّ عينيك تدمعا
  صوت من المائة المختارة من رواية يحيى بن عليّ
  قل لأسماء أنجزي الميعادا ... وانظري أن تزوّدي منك زادا
  إن تكوني حللت ربعا من الشأ ... م وجاورت حميرا أو مرادا
  أو تناءت بك النّوى فلقد قد ... ت فؤادي لحينه فانقادا
  ذاك أني علقت منك جوى ألح ... ب وليدا فزدت سنا(٤) فزادا
  / الشعر لداود بن سلم. والغناء لدحمان، ولحنه المختار من الثقيل الأول بالوسطى. وقد كنا وجدنا هذا الشعر في رواية عليّ بن يحيى عن إسحاق منسوبا إلى المرقّش، وطلبناه في أشعار المرقّشين(٥) جميعا فلم نجده، وكنا نظنه من شاذّ الروايات حتى وقع إلينا في شعر داود بن سلم، وفي خبر أنا ذاكره في أخبار داود. وإنما نذكر ما وقع إلينا عن رواته؛ فما وقع من غلط فوجدناه أو وقفنا على صحته أثبتناه وأبطلنا ما فرط منا غيره، وما لم يجر هذا المجرى فلا ينبغي لقارئ هذا الكتاب أن يلزمنا لوم خطأ لم نتعمده ولا اخترعناه، وإنما حكيناه عن رواته واجتهدنا في الإصابة. وإن عرف صوابا مخالفا لما ذكرناه وأصلحه، فإن ذلك لا يضرّه ولا يخلو به من فضل وذكر جميل إن شاء اللَّه.
(١) عزه: غلبه وسلبه.
(٢) أي تأخذ الصبابة ماء عينيه شيئا فشيئا. يقال: تبرضت ماء الحسى إذا أخذته قليلا قليلا، وفلان يتبرض الماء إذا كان كلما اجتمع منه شيء غرفه.
(٣) الميفع: المكان المشرف.
(٤) في الأصول هنا وفيما يأتي «شيئا». والتصويب عن «تجريد الأغاني».
(٥) يعني بالمرقشين: المرقش الأكبر والأصغر. والأكبر هو عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن بكر بن وائل. كذا قال ابن الكلبي وخالفه الجوهري. فقال: إنه من بليّ سدوس. والمرقش الأصغر هو ربيعة بن حرملة، وهو ابن أخي المرقش الأكبر، وهو أيضا عم طرفة بن العبد. (انظر «شرح القاموس» مادة رقش) وسيأتي الكلام عليهما في هذا الجزء.