كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

4 - أخبار أعشى همدان ونسبه

صفحة 327 - الجزء 6

  فلما بدالي منها البذا ... ء صبّحتها بثلاث عجال

  ثلاثا خرجن جميعا بها ... فخلَّينها ذات بيت ومال

  إلى أهلها غير مخلوعة ... وما مسّها عندنا من نكال

  فأمست تحنّ حنين اللَّقا ... ح من جزع إثر من لا يبالي

  فحنّي حنينك واستيقني ... بأنا اطَّرحناك ذات الشمال

  وأن لا رجوع فلا تكذبي ... ن ما حنّت النّيب إثر الفصال

  ولا تحسبيني بأنّي ندم ... ت كلَّا وخالقنا ذي الجلال

  فقالت له أمّ الجلال: بئس واللَّه بعل الحرّة وقرين الزوجة المسلمة أنت! ويحك! أعددت طول الصحبة والحرمة ذنبا تسبّني وتهجوني به! ثم دعت عليه أن يبغّضه / اللَّه إلى زوجته التي اختارها، وفارقته. فلما انتقلت إلى أهلها؛ وصارت جزلة إليه، ودخل بها لم يحظ عندها، ففركته⁣(⁣١) وتنكَّرت له واشتدّ شغفه بها؛ ثم خرج مع ابن الأشعث فقال فيها:

  /

  حيّيا جزلة منّي بالسّلام ... درّة البحر ومصباح الظلام

  لا تصدّي بعد ودّ ثابت ... واسمعي يا أمّ عيسى من كلامي⁣(⁣٢)

  إن تدومي لي فوصلي دائم ... أو تهمّي لي بهجر أو صرام

  أو تكوني مثل برق خلَّب ... خادع يلمع في عرض الغمام

  أو كتخييل سراب معرض ... بفلاة أو طروق في المنام

  فاعلمي إن كنت لمّا تعلمي ... ومتى ما تفعلي ذاك تلامي

  بعد ما كان الذي كان فلا ... تتبعي الإحسان إلا بالتمام

  لا تناسي كلّ ما أعطيتني ... من عهود ومواثيق عظام

  واذكري الوعد الذي واعدتني ... ليلة النّصف من الشهر الحرام

  فلئن بدّلت أو خست بنا ... وتجرّأت على أمّ صمام⁣(⁣٣)

  [أم صمام: الغدر والحنث]⁣(⁣٤):

  لا تبالين إذا من بعدها ... أبدا ترك صلاة أو صيام


(١) فركته: أبغضته.

(٢) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «من كلام».

(٣) كذا في أكثر الأصول. وفي م:

«على أمر صمام»

ولعل هذا أقرب إلى الصواب، إذ لم نجد في المظان ما يؤيد ما ورد في أكثر الأصول، على أن يكون المعنى: على أمر شديد، ويكون التفسير الذي ورد في ب، س: بأنه الغدر والحنث تفسيرا بالمراد.

وصمام (وزان قطام): الداهية الشديدة.

(٤) زيادة عن ب، س.