4 - أخبار أعشى همدان ونسبه
  لا يجوز، إنما هو: من دعا لغزيّلي، ومن دعا لبعير ضال.
  مدح خالد بن عتاب فأجازه:
  أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق ومحمد بن مزيد بن أبي الأزهر قالا(١) حدّثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن الهيثم بن عديّ قال:
  / أملق أعشى همدان فأتى خالد بن عتّاب بن ورقاء فأنشده:
  رأيت ثناء الناس بالقول طيبا ... عليك وقالوا ماجد وابن ماجد
  بني الحارث السامين للمجد، إنكم ... بنيتم بناء ذكره غير بائد
  هنيئا لما أعطاكم اللَّه واعلموا ... بأني سأطري خالدا في القصائد
  فإن يك عتّاب مضى لسبيله ... فما مات من يبقى له مثل خالد
  فأمر له بخمسة آلاف درهم.
  أنشد سابق البربري من شعره عمر بن عبد العزيز فأبكاه:
  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدّثنا أبو غسّان [قال](٢):
  قال عمر بن عبد العزيز يوما لسابق البربريّ - ودخل عليه -: أنشدني يا سابق شيئا من شعرك تذكَّرني به؛ فقال: أو خيرا من شعري؟ فقال: هات؛ قال قال أعشى همدان:
  وبينما المرء أمسى ناعما جذلا ... في أهله معجبا بالعيش ذا أنق(٣)
  / غرّا، أتيح له من حينه عرض ... فما تلبّث حتى مات كالصّعق
  ثمّت أضحى ضحى من غبّ ثالثة ... مقنّعا غير ذي روح ولا رمق
  يبكى عليه وأدنوه لمظلمة ... تعلى جوانبها بالتّرب والفلق(٤)
  فما تزوّد ممّا كان يجمعه ... إلَّا حنوطا(٥) وما واراه من خرق
  وغير نفحة أعواد تشبّ له ... وقلّ ذلك من زاد لمنطلق
  قال: فبكى عمر حتى أخضل لحيته.
  هجا شجرة العبسي بشعر أجازه عليه الحجاج:
  أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدّثنا الحسين بن محمد بن أبي(٦) طالب الديناريّ قال حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصليّ عن الهيثم بن عديّ عن حمّاد الراوية قال:
(١) في جميع الأصول: «قال»، وهو تحريف.
(٢) زيادة عن أ، ء، م.
(٣) الأنق (محركة): الفرح والسرور.
(٤) في جميع الأصول: «القلق» (بالقاف) وهو تصحيف.
(٥) الحنوط: طيب يخلط للميت خاصة.
(٦) كلمة: «أبى» ساقطة في جميع الأصول. راجع الحاشية رقم ٢ ص ٣١٩ من الجزء الخامس من هذه الطبعة.