كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

6 - أخبار حماد الراوية ونسبه

صفحة 344 - الجزء 6

  صوت

  بكر العاذلون في وضح الصب ... ح يقولون ما له لا يفيق

  / ويلومون فيك يابنة عبد اللَّا ... هـ والقلب عندكم موهوق

  ثم نادوا إلى الصّبوح فقامت ... قينة في يمينها إبريق

  قدّمته على عقار كعين الدّ ... يك صفّى سلافها الراووق

  في البيتين الأوّلين لحن من الثقيل الأوّل مختلف في صانعه، نسبه يحيى بن المكيّ إلى معبد، ونسبه الهشاميّ إلى حنين. وفي الثالث وهو «ثم نادوا» والرابع لعبد اللَّه بن العباس الرّبيعيّ رمل، وفيهما خفيف رمل ينسب إلى مالك وخفيف ثقيل، ذكر⁣(⁣١) حبش أنه لحنين.

  أجازه يوسف بن عمر بأمر الوليد وأرسله إليه مكرما:

  أخبرني⁣(⁣٢) محمد بن مزيد والحسين بن يحيى قالا حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن الأصمعيّ قال:

  قال حماد الراوية: كتب الوليد بن يزيد وهو خليفة إلى يوسف بن عمر: احمل إليّ حمادا الراوية على ما أحبّ من دواب البريد، وأعطه عشرة آلاف درهم معونة له؛ فلما أتاه الكتاب وأنا عنده نبذه إليّ، فقلت: السمع والطاعة، فقال: يا دكين بن شجرة، أعطه عشرة آلاف درهم، فأخذتها. فلما كان اليوم الذي أردت الخروج فيه أتيت يوسف مودّعا، فقال: يا حماد، أنا بالموضع الذي قد عرفت من أمير المؤمنين، ولست مستغنيا عن ثنائك، فقلت: أصلح اللَّه الأمير: / «إنّ العوان لا تعلَّم الخمرة»⁣(⁣٣). فخرجت حتى أتيت الوليد بن يزيد وهو بالبخراء⁣(⁣٤)، فاستأذنت فأذن لي، فإذا هو على سرير ممهّد وعليه ثوبان: إزار ورداء يقيئان الزعفران قيئا، وإذا عنده معبد ومالك وأبو كامل مولاه، فتركني حتى سكن جأشي، ثم قال: أنشدني:

  أمن المنون وريبها تتوجّع

  فأنشدته إيّاها حتى أتيت على آخرها. فقال لساقيه: اسقه يا سبرة أكؤسا، فسقاني ثلاث أكؤس خدّرت ما بين الذؤابة والنعل. ثم قال: يا معبد غنّني:

  ألا هل جاءك الأظعا ... ن إذ جاوزن مطَّلحا⁣(⁣٥)

  فغنّاه. ثم قال: غنني:


(١) في جميع الأصول: «وذكر» ولا تستقيم العبارة بزيادة الواو.

(٢) وردت هذه القصة في أخبار ابن عائشة في الجزء الثاني من هذه الطبعة مع اختلاف يسير.

(٣) العوان: النصف في سنها. والخمرة: من الاختمار اسم هيئة. وهذا مثل يضرب للرجل المجرب الذي لا يحتاج إلى أن يعلم كيف يفعل.

(٤) كذا في أكثر الأصول. وهي ماءة منتنة على ميلين من القليعة في طرف الحجاز. وفي سائر الأصول: «النجراء» (بنون بعدها جيم) وهو تصحيف.

(٥) قال ياقوت في «معجمه» في الكلام على مطلخ: «هو موضع في قوله:

وقد جاوزن مطلحا

ولم يتعرض له بأكثر من هذا ولم نجده في غيره من المظان.