كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - أخبار عبادل ونسبه

صفحة 359 - الجزء 6

  صوت من المائة المختارة

  ليست نعم منك للعافين مسجلة⁣(⁣١) ... من التخلَّق لكن شيمة خلق

  يكاد بابك من علم بصاحبه ... من دون بوّابه للناس يندلق⁣(⁣٢)

  شعران متشابهان لابن هرمة وطريح بن إسماعيل الثقفي:

  لإسحاق في هذين البيتين لحن من الثقيل الأوّل بالبنصر عن عمرو. وذكر يحيى بن علي بن يحيى عن أبيه عن إسحاق أن الشعر لطريح. وذكر يعقوب بن السّكَّيت أنه لابن هرمة. والغناء في اللحن المختار لشهيّة مولاة العبلات خفيف رمل بالبنصر في مجراها. فمن روى هذه الأبيات لابن هرمة ذكر أنها من قصيدة له يمدح بها عبد الواحد بن سلمان بن عبد الملك؛ ومن ذكر أنها لطريح ذكر أنها من قصيدة له / يمدح بها الوليد بن يزيد.

  والصحيح من القولين أن البيت الأوّل من البيتين لطريح والثاني لابن هرمة. فبيت طريح من قصيدته التي مدح بها الوليد بن يزيد وهي طويلة، يقول في تشبيبها:

  تقول والعيس قد شدّت بأرحلها⁣(⁣٣) ... ألحقّ أنّك⁣(⁣٤) منا اليوم منطلق؟

  قلت نعم فاكظمي قالت وما جلدي ... ولا أظنّ اجتماعا حين نفترق

  فقلت إن أحي لا أطول بعادكم ... وكيف والقلب رهن عندكم غلق⁣(⁣٥)

  فارقتها لا فؤادي من تذكَّرها ... سالي الهموم ولا حبلي لها خلق

  فاضت على إثرهم عيناك دمعهما ... كما تتابع يجري اللؤلؤ النّسق⁣(⁣٦)

  صوت

  فاستبق عينك⁣(⁣٧) لا يودي البكاء بها ... واكفف بوادر دمع منك تستبق

  ليس الشؤون وإن جادت بباقية ... ولا الجفون على هذا ولا الحدق


(١) مسجلة: مبدولة أو مرسلة.

(٢) اندلاق الباب: انفتاحه سريعا وهو مطاوع دلق الباب إذا فتحه فتحا شديدا.

(٣) في ح: «بأرحلنا».

(٤) كذا في أكثر الأصول. وفي ب، س: «الحق فإنك».

(٥) كذا في ح. وغلق الرهن غلقا (من باب فرح): استحقه المرتهن. وفي سائر الأصول: «علق» (بالعين المهملة) وهو تصحيف.

(٦) النسق: المنظم.

(٧) كذا في ح. وفي ب، س: «عينيك».