كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - أخبار عبادل ونسبه

صفحة 371 - الجزء 6

  أكنت تقرأ القرآن؟ فقال: إي واللَّه لقد حفظته. قلت: فما تحفظ منه اليوم؟ قال: لا شيء إلا قوله ø: {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ}. قلت: فهل لك أن نعطيهم⁣(⁣١) فداءك وتخرج؟ قال: ففكَّر ساعة ثم قال: انطلق صحبك اللَّه.

  بعض ما ورد في شعر ابن هرمة من الأخبار:

  ومما في الأخبار من شعر ابن هرمة

  صوت من المائة المختارة

  في حاضر لجب بالليل سامره ... فيه الصواهل والرايات والعكر⁣(⁣٢)

  وخرّد كالمها حور مدامعها ... كأنها بين كثبان النّقا البقر

  الشعر لابن هرمة. والغناء في اللحن المختار لحنين، ولحنه من الثقيل الأوّل بالخنصر في مجرى البنصر عن إسحاق. قال إسحاق: وفيه لأبي همهمة لحن من الثقيل الأوّل أيضا. وأبو همهمة هذا مغنّ أسود من أهل المدينة، ليس بمشهور ولا ممن نادم الخلفاء ولا وجدت له خبرا فأذكره.

  صوت من المائة المختارة

  بزينت ألمم قبل أن يرحل الركب ... وقل إن تملَّينا فما ملَّك القلب

  وقل في تجنّيها لك الذنب: إنما ... عتابك من عاتبت فيما له عتب

  الشعر لنصيب. والغناء في اللحن المختار لكردم بن معبد، ولحنه المختار من القدر الأوسط من الثقيل الأوّل بالخنصر في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه لمعبد لحن آخر من خفيف الثقيل عن يونس والهشاميّ ودنانير. وفيه لإبراهيم لحن آخر من الثقيل الأوّل ذكره الهشاميّ.

  بعض أخبار لنصيب:

  وقد تقدّم من أخبار نصيب ما فيه كفاية، وإنما تأخر منها ما له موضع يصلح إفراده فيه، مثل أخبار هذا الصوت.

  ذكر عن نفسه أنه قال شعرا فعلم أنه شاعر:

  أخبرني محمد بن العباس اليزيدي قال حدّثنا عمي الفضل عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن ابن كناسة قال:


(١) في ح: «أن نعظم لهم فداءك».

(٢) الحاضر: الحي العظيم. والسامر: المتسامرون. والعكر: جمع عكرة (محركة) وهي القطعة من الإبل، قيل: ما فوق خمسمائة، وقيل: ما بين الخمسين إلى المائة.