كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - أخبار عبادل ونسبه

صفحة 372 - الجزء 6

  قال نصيب: ما توهمت أني أحسن أن أقول الشعر حتى قلت:

  بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب

  سمع جميل وجرير من شعره فتمنيا لو أنهما سبقاه إليه:

  أخبرنا الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير بن بكار قال حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ عن محمد بن معن الغفاريّ قال أخبرني ابن الربيح⁣(⁣١) قال:

  مرّ بنا جميل ونحن بضريّة⁣(⁣٢)، فاجتمعنا إليه فسمعته يقول: لأن أكون سبقت الأسود إلى قوله:

  /

  بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب

  أحبّ إليّ من كذا وكذا - لشيء قاله عظيم -.

  أخبرني الحرميّ قال حدّثني الزبير قال حدّثني سعيد بن عمرو عن حبيب⁣(⁣٣) بن شوذب الأسديّ قال:

  مرّ بنا جرير بن الخطفي ونحن بضريّة، فاجتمعنا / إليه فسمعته يقول: لأن أكون سبقت العبد إلى هذا البيت أحبّ إليّ من كذا وكذا؛ يعني قوله:

  بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب

  أنشده الكميت من شعره وبكى:

  أخبرنا محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثني عمّي الفضل عن إسحاق الموصلي عن ابن كناسة قال:

  اجتمع الكميت بن زيد ونصيب في الحمّام، فقال له الكميت: أنشدني قولك:

  بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب

  فقال: واللَّه ما أحفظها؛ فقال الكميت: لكنّي أحفظها، أفأنشدك إياها؟ قال نعم، فأقبل الكميت ينشده وهو يبكي.

  كان مع زوجته فمر به ابن سريج يتغنى بشعر له فيها فلامته:

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ وحبيب بن نصر المهلَّبي قالا⁣(⁣٤) حدّثنا عمر بن شبّة قال ذكر ابن أبي الحويرث عن مولاة لهم، وأخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن عثمان بن حفص عن مولاة لهم قالت:

  إنا لبمنى إذ نظرت / إلى أبنية مضروبة وأثاث وأمتعة، فلم أدر لمن هي، حتى أنيخ بعير، فنزل عنه أسود وسوداء فألقيا أنفسهما على بعض المتاع، ومرّ راكب يتغنّى غناء الركبان:


(١) كذا في أ، ء. وفي ب، س: «الذبيح». وفي ح، م: «الزبيح»، وكلاهما تحريف. (راجع الحاشية رقم ١ ص ٣٧٤ من الجزء الرابع من هذه الطبعة).

(٢) ضرية: قرية عامرة قديمة في طريق مكة من البصرة من بلاد نجد. وقيل: هي صقع واسع بنجد ينسب إليه حمى ضرية المعروف، يليه أمراء المدينة وينزل به حاج البصرة بين الجديلة وطخفة.

(٣) كذا في أكثر الأصول. وفي ح: «حبيب بن شوذب». والمعروف بابن شوذب هو عبد اللَّه أبو عبد الرحمن البلخي، وقد تقدّم في الأجزاء السابقة من هذا الكتاب.

(٤) كذا في أ، ء، م. وفي سائر الأصول: «قال». وهو تحريف.