7 - أخبار عبادل ونسبه
  قال نصيب: ما توهمت أني أحسن أن أقول الشعر حتى قلت:
  بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب
  سمع جميل وجرير من شعره فتمنيا لو أنهما سبقاه إليه:
  أخبرنا الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير بن بكار قال حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ عن محمد بن معن الغفاريّ قال أخبرني ابن الربيح(١) قال:
  مرّ بنا جميل ونحن بضريّة(٢)، فاجتمعنا إليه فسمعته يقول: لأن أكون سبقت الأسود إلى قوله:
  /
  بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب
  أحبّ إليّ من كذا وكذا - لشيء قاله عظيم -.
  أخبرني الحرميّ قال حدّثني الزبير قال حدّثني سعيد بن عمرو عن حبيب(٣) بن شوذب الأسديّ قال:
  مرّ بنا جرير بن الخطفي ونحن بضريّة، فاجتمعنا / إليه فسمعته يقول: لأن أكون سبقت العبد إلى هذا البيت أحبّ إليّ من كذا وكذا؛ يعني قوله:
  بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب
  أنشده الكميت من شعره وبكى:
  أخبرنا محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثني عمّي الفضل عن إسحاق الموصلي عن ابن كناسة قال:
  اجتمع الكميت بن زيد ونصيب في الحمّام، فقال له الكميت: أنشدني قولك:
  بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب
  فقال: واللَّه ما أحفظها؛ فقال الكميت: لكنّي أحفظها، أفأنشدك إياها؟ قال نعم، فأقبل الكميت ينشده وهو يبكي.
  كان مع زوجته فمر به ابن سريج يتغنى بشعر له فيها فلامته:
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ وحبيب بن نصر المهلَّبي قالا(٤) حدّثنا عمر بن شبّة قال ذكر ابن أبي الحويرث عن مولاة لهم، وأخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن عثمان بن حفص عن مولاة لهم قالت:
  إنا لبمنى إذ نظرت / إلى أبنية مضروبة وأثاث وأمتعة، فلم أدر لمن هي، حتى أنيخ بعير، فنزل عنه أسود وسوداء فألقيا أنفسهما على بعض المتاع، ومرّ راكب يتغنّى غناء الركبان:
(١) كذا في أ، ء. وفي ب، س: «الذبيح». وفي ح، م: «الزبيح»، وكلاهما تحريف. (راجع الحاشية رقم ١ ص ٣٧٤ من الجزء الرابع من هذه الطبعة).
(٢) ضرية: قرية عامرة قديمة في طريق مكة من البصرة من بلاد نجد. وقيل: هي صقع واسع بنجد ينسب إليه حمى ضرية المعروف، يليه أمراء المدينة وينزل به حاج البصرة بين الجديلة وطخفة.
(٣) كذا في أكثر الأصول. وفي ح: «حبيب بن شوذب». والمعروف بابن شوذب هو عبد اللَّه أبو عبد الرحمن البلخي، وقد تقدّم في الأجزاء السابقة من هذا الكتاب.
(٤) كذا في أ، ء، م. وفي سائر الأصول: «قال». وهو تحريف.