9 - المرقش الأصغر
  ألا يا اسلمى لا صرم لي اليوم فاطما ... ولا أبدا ما دام وصلك دائما
  رمتك ابنة البكريّ عن فرع ضالة ... وهنّ بنا خوص يخلن نعائما(١)
  تراءت لنا يوم الرحيل بوارد ... وعذب الثنايا لم يكن متراكما(٢)
  سقاه حباب(٣) المزن في متكلل ... من الشمس روّاه ربابا سواجما(٤)
  أرتك بذات الضّال منها معاصما ... وخدّا أسيلا كالوذيلة(٥) ناعما
  صحا قلبه عنها على أنّ ذكرة ... إذا خطرت دارت به الأرض قائما
  تبصّر خليلي هل ترى من ظعائن ... خرجن سراعا واقتعدن المفائما(٦)
  تحمّلن من جوّ الوريعة(٧) بعد ما ... تعالى النهار وانتجعن الصّرائما(٨)
  تحلَّين ياقوتا وشذرا وصيغة ... وجزعا ظفاريّا ودرّا توائما(٩)
  / سلكن القرى والجزع تحدى جمالها ... وورّكن قوّا واجتزعن المخارما(١٠)
  ألا حبّذا وجه تريك بياضه ... ومنسدلات كالمثاني فواحما(١١)
  وإني لأستحيي فطيمة جائعا ... خميصا وأستحيي فطيمة طاعما
  وإني لأستحييك والخرق(١٢) بيننا ... مخافة أن تلقى أخا لي صارما
  وإني وإن كلَّت قلوصي لراجم ... بها وبنفسي يا فطيم المراجما
(١) الضال من السدر: ما لم يشرب الماء. والخوص: الإبل الغائرة العيون من جهد السفر. والنعائم: جمع نعامة.
(٢) الوارد من الشعر: الطويل. والفم المتراكم: المتقارب النبات قد ركب بعض أسنانه بعضا.
(٣) في «المفضليات»: «حبيّ المزن» وحبي المزن: ما اقترب منه.
(٤) كذا في ح و «المفضليات». وفي سائر الأصول: «سراكما» وهو تحريف.
(٥) الوذيلة: سبيكة الفضة.
(٦) كذا في «المفضليات» و «معجم البلدان» (ج ٤ ص ٩٢٩). والمفائم: العظام من الإبل، وقيل: هي المراكب الوافية الواسعة، واحدها مفأم. وفي جميع الأصول: «المقائم» (بالقاف). واقتعدن: ركبن.
(٧) كذا في «المفضليات» و «معجم البلدان». والوريعة: حزم لبني فقيم بن جرير بن دارم. والحزم: ما غلظ من الأرض وكثرت حجارته وأشرف حتى صار له إقبال لا يعلوه الناس والإبل إلا بالجهد. وفي جميع الأصول: «الوديعة» بالدال المهملة، وهو تحريف.
(٨) الصرائم: جمع صريمة وهي القطعة من الرمل تنقطع من معظم الرمل.
(٩) الشذر: اللؤلؤ الصغير، وقيل: هو خرز يفصل به بين الجواهر في النظم. والجزع (بالفتح): الخرز. وظفاري: نسبة إلى ظفار، بلد باليمن ينسب إليها الجزع. وفيها يقال: «من دخل ظفار حمر» (بتشديد الميم) أي تكلم بلغة حمير. وذلك أن رجلا من العرب دخل على ملك حمير وهو على سطح، فقال له: ثب، فوثب فتكسر. ووثب بلغة حمير قعد. وتوائم: اثنتين اثنتين.
(١٠) رواية «المفضليات»: «جمالهم». والجزع (بالكسر): منعطف الوادي. ووركن: عدلن وقوّ: منزل للقاصد إلى المدينة من البصرة، يرحل من النباج فينزل قوا، وهو واد يقطع الطريق تدخله المياه ولا تخرج وعليه قنطرة يعبر القفول عليها يقال لها بطن قوّ. وقيل:
قو بين فيد والنباج. وهو أيضا واد بين اليمامة وهجر نزل به الحطيئة على الزبرقان بن بدر فلم يجهزه فقال فيه شعرا. واجتزعن:
قطعن وفي ب، س: «واخترعن» وهو تصحيف. والمخارم: جمع مخرم وهو رمل مستطيل فيه طريق. وقيل: هو أطراف الطرق في الجبال.
(١١) في أكثر الأصول: «يريك». والتصويب عن ح. ورواية «المفضليات»: «ترينا». ومنسدلات: يريد ذوائب من الشعر مسترخية.
والمثاني: الحبال. شبه ذوائب الشعر بالحبال في الطول. وفواحم: سود.
(١٢) الخرق: ما اتسع من الأرض.