كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

9 - المرقش الأصغر

صفحة 383 - الجزء 6

  ألا يا اسلمى لا صرم لي اليوم فاطما ... ولا أبدا ما دام وصلك دائما

  رمتك ابنة البكريّ عن فرع ضالة ... وهنّ بنا خوص يخلن نعائما⁣(⁣١)

  تراءت لنا يوم الرحيل بوارد ... وعذب الثنايا لم يكن متراكما⁣(⁣٢)

  سقاه حباب⁣(⁣٣) المزن في متكلل ... من الشمس روّاه ربابا سواجما⁣(⁣٤)

  أرتك بذات الضّال منها معاصما ... وخدّا أسيلا كالوذيلة⁣(⁣٥) ناعما

  صحا قلبه عنها على أنّ ذكرة ... إذا خطرت دارت به الأرض قائما

  تبصّر خليلي هل ترى من ظعائن ... خرجن سراعا واقتعدن المفائما⁣(⁣٦)

  تحمّلن من جوّ الوريعة⁣(⁣٧) بعد ما ... تعالى النهار وانتجعن الصّرائما⁣(⁣٨)

  تحلَّين ياقوتا وشذرا وصيغة ... وجزعا ظفاريّا ودرّا توائما⁣(⁣٩)

  / سلكن القرى والجزع تحدى جمالها ... وورّكن قوّا واجتزعن المخارما⁣(⁣١٠)

  ألا حبّذا وجه تريك بياضه ... ومنسدلات كالمثاني فواحما⁣(⁣١١)

  وإني لأستحيي فطيمة جائعا ... خميصا وأستحيي فطيمة طاعما

  وإني لأستحييك والخرق⁣(⁣١٢) بيننا ... مخافة أن تلقى أخا لي صارما

  وإني وإن كلَّت قلوصي لراجم ... بها وبنفسي يا فطيم المراجما


(١) الضال من السدر: ما لم يشرب الماء. والخوص: الإبل الغائرة العيون من جهد السفر. والنعائم: جمع نعامة.

(٢) الوارد من الشعر: الطويل. والفم المتراكم: المتقارب النبات قد ركب بعض أسنانه بعضا.

(٣) في «المفضليات»: «حبيّ المزن» وحبي المزن: ما اقترب منه.

(٤) كذا في ح و «المفضليات». وفي سائر الأصول: «سراكما» وهو تحريف.

(٥) الوذيلة: سبيكة الفضة.

(٦) كذا في «المفضليات» و «معجم البلدان» (ج ٤ ص ٩٢٩). والمفائم: العظام من الإبل، وقيل: هي المراكب الوافية الواسعة، واحدها مفأم. وفي جميع الأصول: «المقائم» (بالقاف). واقتعدن: ركبن.

(٧) كذا في «المفضليات» و «معجم البلدان». والوريعة: حزم لبني فقيم بن جرير بن دارم. والحزم: ما غلظ من الأرض وكثرت حجارته وأشرف حتى صار له إقبال لا يعلوه الناس والإبل إلا بالجهد. وفي جميع الأصول: «الوديعة» بالدال المهملة، وهو تحريف.

(٨) الصرائم: جمع صريمة وهي القطعة من الرمل تنقطع من معظم الرمل.

(٩) الشذر: اللؤلؤ الصغير، وقيل: هو خرز يفصل به بين الجواهر في النظم. والجزع (بالفتح): الخرز. وظفاري: نسبة إلى ظفار، بلد باليمن ينسب إليها الجزع. وفيها يقال: «من دخل ظفار حمر» (بتشديد الميم) أي تكلم بلغة حمير. وذلك أن رجلا من العرب دخل على ملك حمير وهو على سطح، فقال له: ثب، فوثب فتكسر. ووثب بلغة حمير قعد. وتوائم: اثنتين اثنتين.

(١٠) رواية «المفضليات»: «جمالهم». والجزع (بالكسر): منعطف الوادي. ووركن: عدلن وقوّ: منزل للقاصد إلى المدينة من البصرة، يرحل من النباج فينزل قوا، وهو واد يقطع الطريق تدخله المياه ولا تخرج وعليه قنطرة يعبر القفول عليها يقال لها بطن قوّ. وقيل:

قو بين فيد والنباج. وهو أيضا واد بين اليمامة وهجر نزل به الحطيئة على الزبرقان بن بدر فلم يجهزه فقال فيه شعرا. واجتزعن:

قطعن وفي ب، س: «واخترعن» وهو تصحيف. والمخارم: جمع مخرم وهو رمل مستطيل فيه طريق. وقيل: هو أطراف الطرق في الجبال.

(١١) في أكثر الأصول: «يريك». والتصويب عن ح. ورواية «المفضليات»: «ترينا». ومنسدلات: يريد ذوائب من الشعر مسترخية.

والمثاني: الحبال. شبه ذوائب الشعر بالحبال في الطول. وفواحم: سود.

(١٢) الخرق: ما اتسع من الأرض.