16 - أخبار النميري ونسبه
  فقال: لو كان الموصليّ حاضرا لا نتظم أمرنا وتمّ سرورنا. قالوا: يا أمير المؤمنين، / فجيء(١) به، فما له كبير ذنب. فبعث فجيء به. فلمّا دخل أطرق الرشيد فلم ينظر إليه، وأومأ إليه من حضر بأن يغنّي؛ فاندفع فغنّى:
  تضوّع مسكا بطن نعمان أن مشت ... به زينب في نسوة خفرات
  فما تمالك الرشيد أن حرّك رأسه مرارا واهتزّ طربا، ثم نظر إليه وقال: أحسنت واللَّه يا إبراهيم! حلَّوا قيوده وغطَّوه بالخلع، ففعل ذلك. فقال: يا سيّدي، رضاك أوّلا؛ قال: لو لم أرض ما فعلت هذا، وأمر له بثلاثين ألف درهم.
  ومما قاله النّميريّ في زينب وغنّى فيه:
  صوت
  تشتو بمكة نعمة ... ومصيفها بالطائف
  أحبب بتلك مواقفا ... وبزينب من واقف
  وعزيزة(٢) لم يغدها(٣) ... بؤس وجفوة حائف
  غرّاء يحكيها الغزا ... ل بمقلة وسوالف
  الغناء ليحيى المكَّي خفيف رمل عن الهشاميّ، وذكر عمر بن بانة أنه لابن سريج وأنه بالبنصر. وزعم الهشاميّ أنّ فيه لابن المكيّ أيضا لحنا من الثقيل الأوّل.
  ومن الغناء في أشعاره في زينب:
  صوت
  ألا من لقلب معنّى غزل ... يحبّ المحلَّة أخت المحلّ
  / تراءت لنا يوم فرع الأرا ... ك بين العشاء وبين الأصل
  كأنّ القرنفل والزّنجبيل ... وريح الخزامى وذوب العسل
  يعلّ به برد أنيابها ... إذا ما صفا الكوكب المعتدل
  الغناء لمعبد ثقيل أوّل بالسبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وذكر يونس أن لمالك فيه لحنا فيه:
  كأن القرنفل والزّنجبيل
  والبيت الذي بعده وبيتين آخرين وهما:
  وقالت لجارتها هل رأي ... ت إذ أعرض الركب فعل الرجل
  وأنّ تبسّمه ضاحكا ... أجدّ اشتياقا لقلب غزل
(١) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «فنجيء به» وانظر هذه القصة في (ج ٥ ص ١٦٦ طبع دار الكتب المصرية).
(٢) في ح: «وغريرة». والغريرة: الشابة الحديثة التي لم تجرب الأمور.
(٣) في جميع الأصول: «لم يغدها» (بالدال المهملة). والظاهر أنه مصحف عما أثبتناه.