كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

16 - أخبار النميري ونسبه

صفحة 429 - الجزء 6

  وذكر حمّاد عن أبيه أن فيها للهذليّ لحنا، ولم يذكر طريقته.

  المحلّ الذي عناه النميريّ هاهنا: الحجّاج بن يوسف؛ سمّي بذلك لإحلاله الكعبة، وكان أهل الحجاز يسمّونه بذلك. ويسمّى أهل الشأم عبد اللَّه بن الزبير المحلّ لأنه أحلّ الكعبة، زعموا أنه بمقامه فيها، وكان أصحابه أحرقوها بنار استضاؤا بها⁣(⁣١).

  فأخبرني الحسين بن يحيى المرداسيّ قال قال حمّاد بن إسحاق: قرأت على أبي:

  وبلغني⁣(⁣٢) أنّ إسماعيل بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبّاس تزوّج أسماء بنت يعقوب (امرأة من ولد عبد اللَّه بن الزبير) فزفّت إليه من المدينة وهو بفارس، فمرّت بالأهواز على السيد الحميري⁣(⁣٣)؛ فسأل عنها فنسبت له؛ فقال فيها قوله:

  مرّت تزفّ على بغلة ... وفوق رحالتها⁣(⁣٤) قبّه

  / زبيريّة من بنات الذي ... أحلّ الحرام من الكعبة

  تزفّ إلى ملك ماجد ... فلا اجتمعا⁣(⁣٥) وبها الوجبه⁣(⁣٦)

  وقد قيل بأن الأبيات اللامية التي أولها:

  ألا من لقلب معنّى غزل

  لخالد بن يزيد بن معاوية في زوجته رملة بنت الزّبير، وقيل: إنها لأبي شجرة السّلميّ⁣(⁣٧).


(١) تقدمت في الجزء الثالث من هذه الطبعة (ص ٢٧٧) كلمة وافية عن احتراق الكعبة في عهد ابن الزبير وبنائه لها.

(٢) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «وبلغك».

(٣) ستأتي ترجمته في الجزء السابع من هذه الطبعة.

(٤) الرحالة: مركب من مراكب النساء.

(٥) في الأصول هنا: «فلا اجتمعوا». والتصويب عن «الأغاني» نفسه في ترجمة السيد الحميري.

(٦) لعل الوجبة: مصدر للمرة من وجب القلب يجب وجيبا أي خفق واضطرب.

(٧) في «الكامل» للمبرد: «أبو شجرة هو عمرو بن عبد العزي ... وقال الطبري: اسمه سليم بن عبد العزي» من بني سليم بن منصور بن عكرمة. وفي كتاب «الشعر والشعراء»: أنه عبد اللَّه بن رواحة بن عبد العزي. وفي كتاب «الإصابة في تمييز الصحابة»:

عمرو بن عبد العزي وقال نقلا عن المرزباني: يقال اسمه عمرو، ويقال عبد اللَّه بن عبد العزي وذكره الواقدي في كتاب «الردة» باسم: عمرو بن عبد العزي. وأمه الخنساء بنت عمرو بن الشريد الشاعرة المشهورة. وكان من فتاك العرب، ويسكن البادية. وهو الذي يقول في قتال خالد بن الوليد أهل الردة:

ولو سألت سلمى غداة مرامر ... كما كنت عنها سائلا لو نأيتها

وكان الطعان في لؤي بن غالب ... غداة الجواء حاجة فقضيتها

وكان أبو شجرة السلمي هذا ارتدّ فيمن ارتد من بني سليم ثم أسلم. وأتى عمر بن الخطاب (¥) يطلب إليه صدقة؛ فقال له عمر: ومن أنت؟ قال: أنا أبو شجرة السلمي. فقال له عمر: أي عدي (تصغير عدّو) نفسه! ألست القائل حين آرتددت:

ورويت رمحي من كتيبة خالد ... وإني لأرجو بعدها أن أعمرا

وعارضتها شهباء تخطر بالقنا ... ترى البيض في حافاتها والستورا

ثم انحنى عليه عمر بالدرة وهو يعدو أمامه حتى فاته هربا وهو يقول:

قد ضنّ عنا أبو حفص بنائله ... وكل مختبط يوما له ورق

(راجع «الكامل» ص ٢٢٠ - ٢٢١ طبع أوروبا و «تاريخ الطبري» ص ١٩٠٥ - ١٩٠٨ من القسم الأول و «الشعر والشعراء» ص ١٩٧ و «الإصابة في تمييز الصحابة» لابن حجر ج ٧ ص ٩٧ طبع مصر).