كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

16 - أخبار النميري ونسبه

صفحة 430 - الجزء 6

  استنشد رجل ابن سيرين فأنشده للنميري وقام إلى الصلاة:

  حدّثني الحسين بن الطيّب البلخي الشاعر قال حدّثنا قتيبة بن سعيد قال حدّثنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب المعوليّ⁣(⁣١) قال:

  كنت عند ابن سيرين، فجاءه إنسان يسأله عن شيء من الشعر قبل صلاة العصر، فأنشده ابن سيرين⁣(⁣٢):

  كأنّ المدامة والزنجبيل ... وريح الخزامى وذوب العسل

  يعلّ به برد أنيابها ... إذا النجم وسط السماء اعتدل

  وقال: اللَّه أكبر، ودخل في الصلاة.

  صوت من المائة المختارة

  يا قلب ويحك لا يذهب بك الخرق⁣(⁣٣) ... إنّ الألى كنت تهواهم قد انطلقوا

  - ويروى: يذهب بك الحرق -:

  ما بالهم لم يبالوا إذ هجرتهم ... وأنت من هجرهم قد كدت تحترق

  الشعر لوضّاح اليمن. والغناء لصبّاح الخيّاط، ولحنه المختار ثقيل أوّل بالوسطى في مجراها. وفي أبيات من هذه القصيدة ألحان عدّة، فجماعة من المغنّين قد خلطوا معها غيرها من شعر الحارث بن خالد ومن شعر ابن هرمة؛ فأخّرت ذكرها إلى أن تنقضي أخبار وضّاح، ثم أذكرها⁣(⁣٤) بعد ذلك إن شاء اللَّه تعالى.


(١) (بفتح الميم وبكسرها): نسبة إلى المعاول والمعاولة (قبائل من الأزد). وهم بنو معولة بن شمس بن عمرو.

(٢) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «فأنشده ابن سيرين يقول».

(٣) الخرق (بضمتين وبضم فسكون): نقيض الرفق.

(٤) لم نجد ذكرا لهذه الأبيات بعقب أخبار وضاح في النسخ التي بين أيدينا، كما يقول أبو الفرج هنا.