كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

17 - أخبار وضاح اليمن ونسبه

صفحة 452 - الجزء 6

  وأوّل الثقيل الأوّل: «تذكَّر سلمى». وفي هذه الأبيات هزج يمنيّ بالبنصر.

  ومنها:

  صوت

  أغدوت أم في الرائحين تروح ... أم أنت من ذكر الحسان صحيح

  إذ قالت الحسناء ما لصديقنا ... رثّ الثياب وإنه لمليح

  لا تسألنّ عن الثياب فإنني ... يوم اللقاء على الكماة مشيح

  أرمي وأطعن ثم أتبع ضربة ... تدع النساء على الرجال تنوح

  صوت من المائة المختارة

  يا صاح إني قد حجج ... ت وزرت بيت المقدس

  وأتيت لدّا⁣(⁣١) عامدا ... في عيد مريا سرجس⁣(⁣٢)

  / فرأيت فيه نسوة ... مثل الظباء الكنّس

  الشعر والغناء للمعلَّى بن طريف مولى المهديّ. ولحنه المختار خفيف رمل بالبنصر. وكان المعلَّى بن طريف وأخوه ليث مملوكين مولَّدين من مولَّدي الكوفة لرجل من أهلها، فاشتراهما عليّ بن سليمان وأهداهما إلى المنصور، فوهبهما المنصور للمهديّ / فأعتقهما. ونهر المعلَّى وربض⁣(⁣٣) المعلَّى ببغداد منسوب إلى المعلَّى - هكذا ذكر ذلك ابن خرداذبه - وكان ضاربا محسنا طيّب الصوت حسن الأداء صالح الصنعة، أخذ الغناء عن إبراهيم وابن جامع وحكم الوادي. وولَّي أخوه ليث السّند، وولَّي هو الطَّراز⁣(⁣٤) والبريد بخراسان، وقاتل يوسف البرم فهزمه، ثم ولَّي الأهواز بعد ذلك. فقال فيه بعض الشعراء يمدحه ويمدح أخاه اللَّيث ويهجو عليّ بن صالح صاحب المصلَّى⁣(⁣٥):

  يا عليّ بن صالح ذا⁣(⁣٦) المصلَّى ... أنت تفدي ليثا وتفدي المعلَّى

  سدّ ليث ثغرا وولَّيت فاختن ... ت فبئس المولى وبئس المولَّى


(١) كذا في «المسالك والممالك» لابن خرداذبه و «معجم البلدان». ولد (بالضم والتشديد): قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين.

وفي سائر الأصول: «فذا». وفي ح: «بدا» وهما محرفان.

(٢) في «المسالك والممالك» لابن خرداذبه: «مريا جرجس».

(٣) الربض (محركة): الناحية، وما حول المدينة من بيوت ومساكن. والأرباض كثيرة جدا، وقلما تخلو مدينة من ربض. ذكر منها ياقوت في معجمه ما أضيف فصار كالعلم أو نسب إليها أحد من العلماء، ولم يذكر «ربض المعلى» من بينها.

(٤) يريد ديوان الطراز وهو الذي تنسج فيه الثياب.

(٥) كذا صححها المرحوم الشيخ الشنقيطي على هامش نسخته. وفي جميع الأصول: «المعلى» وهو تحريف. راجع «الطبري» في اسم علي بن صالح هذا.

(٦) في جميع الأصول: «ذي» وهو تحريف.