19 - أخبار الأحوص مع أم جعفر
  علاك بمتن السوط حتى اتّقيته ... بأصفر من ماء الصّفاق(١) يفور
  فقال الأحوص:
  إذا أنا لم أغفر لأيمن ذنبه ... فمن ذا الذي يعفو له ذنبه بعدي
  أريد انتقام الذنب ثم تردّني ... بد لأدانيه مباركة عندي
  وقال الزبير في خبره خاصّة: وإنما أعطاهما عمر بن عبد العزيز السوطين وأمرهما أن يتضاربا بهما اقتداء بعثمان بن عفان؛ فإنه كان لما تهاجى سالم بن دارة ومرّة ابن واقع الغطفاني الفراري لزّهما عثمان بحبل وأعطاهما سوطين فتجالدا بهما.
  وقال عمر بن شبّة في خبره: وقال الأحوص فيها(٢) أيضا - وقد أنشدني علي بن سليمان الأخفش هذه الأبيات وزاد فيها على رواية عمر بن شبّة بيتين فأضفتهما إليها -:
  /
  وإني ليدعوني هوى أمّ جعفر ... وجاراتها من ساعة فأجيب
  وإني لآتي البيت ما إن أحبّه ... وأكثر هجر البيت وهو حبيب
  وأغضي على أشياء منكم تسوءني ... وأدعى إلى ما سرّكم فأجيب
  هبيني امرأ إمّا بريئا ظلمته ... وإمّا مسيئا مذنبا فيتوب
  فلا تتركي نفسي شعاعا فإنها ... من الحزن قد كادت عليك تذوب
  لك اللَّه إني واصل ما وصلتني ... ومثن بما أوليتني ومثيب
  وآخذ ما أعطيت عفوا وإنني ... لأزور عما تكرهين هيوب
  هكذا ذكره الأخفش في هذه الأبيات الأخيرة، وهي مروية للمجنون في عدة روايات؛ / وهي بشعره أشبه.
  وفي هذه الأشعار التي مضت أغان نسبتها:
  صوت
  أدور ولولا أن أرى أمّ جعفر ... بأبياتكم ما درت حيث أدور
  أدور على أن لست أنفكّ كلما ... أتيت عدوّا بالبنان يشير
  الغناء لمعبد، وله فيه لحنان(٣): ثقيل أوّل بالسبّابة في مجرى البنصر عن عمرو. ولإسحاق فيهما وفي قوله:
  أزور البيوت الَّلاصقات ببيتها
  وبعده:
  «أدور ولولا أن أرى أمّ جعفر
(١) الصفاق: جمع صفق (بالتحريك) وهو الأديم الجديد يصب عليه الماء فيخرج منه ماء أصفر، واسم ذلك الماء: الصفق (بسكون الفاء وفتحها).
(٢) في جميع الأصول: «فيه» وهو تحريف.
(٣) لم يذكر في الأصول اللحن الثاني.