كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

20 - ذكر أبي ذؤيب وخبره ونسبه

صفحة 477 - الجزء 6

  - يقال: عرّه بكذا أي أصابه [به]⁣(⁣١) -:

  فشأنكها⁣(⁣٢)، إني أمين وإنّني ... إذا ما تحالى مثلها لا أطورها

  - تحالى: من الحلاوة. أطورها: أقربها -:

  /

  أحاذر يوما أن تبين قرينتي ... ويسلمها أحرازها⁣(⁣٣) ونصيرها

  - الأحراز: الحصون. قرينتي: نفسي -:

  وما أنفس الفتيان إلا قرائن ... تبين ويبقى هامها وقبورها

  فنفسك فاحفظها ولا تفش للعدا ... من السرّ ما يطوى عليه ضميرها

  وما يحفظ المكتوم من سرّ أهله ... إذا عقد الأسرار ضاع كبيرها

  من القوم إلا ذو عفاف يعينه ... على ذاك منه صدق نفس وخيرها

  / رعى خالد سرّي ليالي نفسه ... توالى⁣(⁣٤) على قصد السبيل أمورها

  فلما تراماه⁣(⁣٥) الشباب وغيّه ... وفي النفس منه فتنة وفجورها

  لوى رأسه عنّي ومال بودّه ... أغانيج خود⁣(⁣٦) كان فينا يزورها

  تعلَّقه منها دلال ومقلة ... تظلّ لأصحاب الشّقاء تديرها

  فإنّ حراما أن أخون أمانة ... وآمن نفسا ليس عندي ضميرها⁣(⁣٧)

  فأجابه خالد بن زهير:

  لا يبعدنّ اللَّه لبّك إذ غزا ... وسافر والأحلام جمّ عثورها

  - غزا وسافر لبك: ذهب عنك. والعثور: من العثار وهو الخطأ -:

  وكنت إماما للعشيرة تنتهي ... إليك إذا ضاقت بأمر صدورها

  / لعلَّك⁣(⁣٨) إمّا أمّ عمرو تبدّلت ... سواك خليلا شاتمي تستخيرها

  - الاستخارة: الاستعطاف -:

  فإنّ التي فينا زعمت ومثلها ... لفيك ولكنّي أراك تجورها⁣(⁣٩)


(١) زيادة عن ح.

(٢) في شرح ديوانه في التعليق على هذا البيت: ورواه خالد والأصمعيّ:

«فشأنكما ...

إلخ.

(٣) في شرح ديوانه: «إخوانها».

(٤) توالى: تتابع. وقصد السبيل: مستقيمه.

(٥) تراماه الشباب: أي تم شبابه فقذف به إلى الغي كما تترامى الفلاة براكبها.

(٦) الأغانيج: جمع أغنوجة. والأغنوجة من التغنج وهو التكسر والتدلل. والخود: الفتاة الحسنة الخلق الشابة ما لم تصر نصفا.

(٧) يريد: لا آمن من ليس عندي ضمير قلبه والذي يزعم أنه أخي وليس ضميره عندي. وفي نسبة هذا البيت لأبي ذؤيب خلاف ذكر في شرح ديوانه.

(٨) كذا في ح وشرح ديوانه. وفي سائر الأصول: «لعمرك».

(٩) كذا في أ، ء، م، وشرح ديوانه. وفي سائر الأصول: «ولكن لا أراك تخورها» (بالخاء المعجمة) وهو تحريف.