22 - ذكر ابن جامع وخبره ونسبه
  وأصحب بالليل أهل الطَّواف ... وأرفع من مئزري المسبل
  قال: أحسن، هيه! قال:
  وأسجد بالليل حتى الصباح ... وأتلو من المحكم المنزل
  قال: أحسن، هيه! قال:
  عسى فارج الكرب عن يوسف ... يسخّر لي ربّة المحمل
  قال: أمّا هذا فدعه.
  كان يعد صيحة الصوت قبل أن يصنع عمود اللحن:
  وحدّثني محمد بن الحسن العتّابيّ قال حدّثني جعفر بن محمد الكاتب قال حدّثني طيّب بن عبد الرحمن قال:
  كان ابن جامع يعدّ صيحة الصوت قبل أن يصنع عمود اللحن.
  اشتغاله بالقمار وحب الكلاب:
  وحدّث محمد(١) بن الحسن قال حدّثني أبو حارثة بن عبد الرحمن بن سعيد(٢) بن سلم عن أخيه أبي(٣) معاوية بن عبد الرحمن قال:
  قال لي ابن جامع: لولا أن القمار وحبّ الكلاب قد شغلاني لتركت المغنّين لا يأكلون الخبز.
  دعا كلبا أهدى إليه باسم من دفتر فيه أسماء الكلاب:
  أخبرني عليّ بن عبد العزيز / عن ابن خرداذبه قال:
  أهدى رجل إلى ابن جامع كلبا فقال: ما اسمه؟ فقال: لا أدري، فدعا بدفتر فيه أسماء الكلاب فجعل يدعوه بكل اسم فيه حتى أجابه الكلب.
  ألقى على ابنه هشام صوتا سمعه من الجن:
  قال هارون بن محمد حدّثني عليّ بن محمد النّوفليّ قال حدّثني محمد بن أحمد المكَّيّ قال حدّثتني حولاء مولاة ابن جامع قالت:
  انتبه مولاي يوما من قائلته فقال: عليّ بهشام (يعني ابنه) ادعوه لي عجّلوه، فجاء مسرعا. فقال: أي بنيّ، خذ العود، فإنّ رجلا من الجن ألقى عليّ في قائلتي صوتا فأخاف أن أنساه. فأخذ هشام العود وتغنّى ابن جامع عليه رملا لم أسمع له رملا أحسن منه، وهو:
(١) كذا في جميع الأصول. وقد تقدم في الجزء الخامس (ص ٣٨٥) من هذه الطبعة أن الذي يروي عن أبي حارثة هذا هو «محمد بن الحسين الكاتب».
(٢) في جميع الأصول: «سعد» وهو تحريف.
(٣) في أكثر الأصول: «عن أخيه عن أبي معاوية». وفي ح: «عن أخيه عن ابن معاوية» وكلاهما تحريف. وقد مرت رواية أبي حارثة هذا عن أخيه أبي معاوية في الجزء الخامس من هذه الطبعة (ص ٣٨٥).