كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

22 - ذكر ابن جامع وخبره ونسبه

صفحة 489 - الجزء 6

  وأصحب بالليل أهل الطَّواف ... وأرفع من مئزري المسبل

  قال: أحسن، هيه! قال:

  وأسجد بالليل حتى الصباح ... وأتلو من المحكم المنزل

  قال: أحسن، هيه! قال:

  عسى فارج الكرب عن يوسف ... يسخّر لي ربّة المحمل

  قال: أمّا هذا فدعه.

  كان يعد صيحة الصوت قبل أن يصنع عمود اللحن:

  وحدّثني محمد بن الحسن العتّابيّ قال حدّثني جعفر بن محمد الكاتب قال حدّثني طيّب بن عبد الرحمن قال:

  كان ابن جامع يعدّ صيحة الصوت قبل أن يصنع عمود اللحن.

  اشتغاله بالقمار وحب الكلاب:

  وحدّث محمد⁣(⁣١) بن الحسن قال حدّثني أبو حارثة بن عبد الرحمن بن سعيد⁣(⁣٢) بن سلم عن أخيه أبي⁣(⁣٣) معاوية بن عبد الرحمن قال:

  قال لي ابن جامع: لولا أن القمار وحبّ الكلاب قد شغلاني لتركت المغنّين لا يأكلون الخبز.

  دعا كلبا أهدى إليه باسم من دفتر فيه أسماء الكلاب:

  أخبرني عليّ بن عبد العزيز / عن ابن خرداذبه قال:

  أهدى رجل إلى ابن جامع كلبا فقال: ما اسمه؟ فقال: لا أدري، فدعا بدفتر فيه أسماء الكلاب فجعل يدعوه بكل اسم فيه حتى أجابه الكلب.

  ألقى على ابنه هشام صوتا سمعه من الجن:

  قال هارون بن محمد حدّثني عليّ بن محمد النّوفليّ قال حدّثني محمد بن أحمد المكَّيّ قال حدّثتني حولاء مولاة ابن جامع قالت:

  انتبه مولاي يوما من قائلته فقال: عليّ بهشام (يعني ابنه) ادعوه لي عجّلوه، فجاء مسرعا. فقال: أي بنيّ، خذ العود، فإنّ رجلا من الجن ألقى عليّ في قائلتي صوتا فأخاف أن أنساه. فأخذ هشام العود وتغنّى ابن جامع عليه رملا لم أسمع له رملا أحسن منه، وهو:


(١) كذا في جميع الأصول. وقد تقدم في الجزء الخامس (ص ٣٨٥) من هذه الطبعة أن الذي يروي عن أبي حارثة هذا هو «محمد بن الحسين الكاتب».

(٢) في جميع الأصول: «سعد» وهو تحريف.

(٣) في أكثر الأصول: «عن أخيه عن أبي معاوية». وفي ح: «عن أخيه عن ابن معاوية» وكلاهما تحريف. وقد مرت رواية أبي حارثة هذا عن أخيه أبي معاوية في الجزء الخامس من هذه الطبعة (ص ٣٨٥).