22 - ذكر ابن جامع وخبره ونسبه
  صوت
  أمست رسوم الديار غيّرها ... هوج الرّياح الزّعازع العصف
  وكلّ حنّانة لها زجل ... مثل حنين الرّوائم الشّغف
  / فأخذه عنه هشام، فكان بعد ذلك يتغنّاه وينسبه إلى الجن. وفي هذا الصوت للهذليّ لحن من الثقيل الثاني بالخنصر في مجرى الوسطى. وفيه للغريض ثاني ثقيل بالوسطى على مذهب إسحاق من رواية عمرو، وقيل: إن هذا اللحن لعبادل. وفيه لابن جامع الرمل المذكور.
  أخذ ببيتين غنى بهما الرشيد عشرة آلاف دينار:
  قال هارون وحدّثني أحمد بن بشر بن عبد الوهاب قال حدّثني محمد(١) بن موسى بن فليح الخزاعيّ قال حدّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد المكَّيّ قال: قال لي ابن جامع:
  أخذت من هارون ببيتين غنّيته بهما عشرة آلاف دينار:
  صوت
  لابدّ للعاشق من وقفة ... تكون(٢) بين الوصل والصّرم
  يعتب أحيانا وفي عتبه ... إظهار(٣) ما يخفي من السّقم
  إشفاقه داع إلى ظنّه ... وظنّه داع إلى الظلم
  حتى إذا ما مضّه هجره(٤) ... راجع من يهوى على رغم
  - هكذا روّيته(٥). الشعر للعبّاس بن الأحنف. والغناء لابن جامع ثاني ثقيل بالوسطى. وذكر ابن بانة أن هذا اللحن لسليم. وفيه لإبراهيم ثقيل أوّل بالوسطى - قال: ثم قال لي ابن جامع: فمتى تصيب أنت بالمروءة شيئا!
  صادفه جماعة من القرشين بفخ وهو يغني:
  وقال هارون حدّثني أحمد بن زهير قال حدّثني مصعب بن عبد اللَّه قال:
  خرج ابن أبي عمرو الغفاريّ وعبد الرحمن بن أبي قباحة وغيرهما من القرشييّن عمّارا(٦) يريدون مكة؛ فلما كانوا بفخّ(٧) نزلوا على البئر التي هناك ليغتسلوا فيها. قال(٨): فبينا نحن نغتسل إذ سمعنا صوت غناء، فقلنا: لو
(١) كذا في أكثر الأصول. والظاهر أن محمد بن موسى هذا ابن أخ لمحمد بن فليح الراوي المعروف الذي مر ذكره في الأجزاء السابقة.
فقد ذكر في «التهذيب» في ترجمة محمد بن فليح أن له أخا يسمى موسى إلا أنه لم يذكر هناك من أولاده غير عمران. وفي ب، س: «محمد بن عيسى بن فليح ... إلخ».
(٢) في ديوان العباس بن الأحنف: «يكون».
(٣) في ديوانه:
«يهيج ما يخفى ...
إلخ.
(٤) في ديوانه: «شوقه».
(٥) هذه العبارة ساقطة في ح.
(٦) عمارا: زوّارا، من العمرة وهي الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة. والعمرة تكون في السنة كلها. والحج في وقت معين من السنة.
(٧) فخ (بفتح أوله وتشديد ثانيه): واد مكة.
(٨) ظاهر السياق أن القائل هو أحد هؤلاء الذين خرجوا عمارا، غير أنه لم يعين في الأصول.