كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

22 - ذكر ابن جامع وخبره ونسبه

صفحة 509 - الجزء 6

  ولما تنازعن⁣(⁣١) الأحاديث قلن لي ... أخفت علينا أن نغرّ ونخدعا

  وقرّبن أسباب الهوى لمتيّم ... يقيس ذراعا كلما قسن إصبعا

  عروضه من الطويل. الشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء لابن سريج والغريض ومالك ومعبد وابن جامع في عدّة ألحان، قد كتبت مع الخبر في موضع غير هذا.

  ومنها:

  صوت

  عوجي عليّ فسلَّمي جبر ... فيم الصدود وأنتم سفر

  ما نلتقي إلا ثلاث منى ... حتى يفرّق بيننا النّفر⁣(⁣٢)

  الحول ثم الحول يتبعه ... ما الدهر إلا الحول والشهر

  / الشعر للعرجيّ. والغناء للأبجر ثقيل أوّل عن الهشاميّ، ويقال إنه لابن محرز، ويقال بل لحنه فيه غير لحن الأبجر. وفيه رمل يقال إنه لابن جامع، وهو القول الصحيح، وذكر حبش أنه لابن سريج، وأن لحن ابن جامع خفيف رمل.

  ومنها:

  صوت

  فلو كان لي قلبان عشت بواحد ... وخلَّفت قلبا في هواك يعذّب

  ولكنما أحيا بقلب مروّع⁣(⁣٣) ... فلا العيش يصفو لي ولا الموت يقرب

  تعلَّمت أسباب الرّضا خوف هجرها ... وعلَّمها حبّي لها كيف تغضب

  ولي ألف وجه قد عرفت مكانه ... ولكن بلا قلب إلى أين أذهب

  عروضه من الطويل. الشعر لعمرو الورّاق. والغناء لابن جامع خفيف رمل، ويقال إنه لعبد اللَّه بن العبّاس.

  وفيه لعريب ثقيل أوّل. وفيه لرذاذ خفيف ثقيل. وفيه هزج يقال إنه لعريب، ويقال إنه لنمرة، ويقال إنه لأبي فارة، ويقال إنه لابن جامع.

  سمعه مصعب الزبيري يغني في بساتين المدينة فمدحه:

  حدّثني مصعب الزبيريّ قال:

  قدم علينا ابن جامع المدينة قدمة في أيام الرشيد؛ فسمعته يوما يغنّي في بعض بساتين المدينة:

  ومالي لا أبكي وأندب ناقتي ... إذا صدر الرّعيان ورد المناهل


(١) راجع الحاشية رقم ٥ ص ٣١٦ من هذا الجزء.

(٢) راجع الحاشية رقم ٢ ص ٣١٧ من هذا الجزء.

(٣) في ح: «معذب».