كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

22 - ذكر ابن جامع وخبره ونسبه

صفحة 513 - الجزء 6

  اللَّه جار له وإن نزحت ... دار به أو بداله سفر

  / غنّاه الغريض ثقيلا أوّل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر. وفيه لابن سريج رمل بالوسطى. وفيه لعبد الرحيم الدّفّاف ثقيل أوّل بالبنصر في البيتين الأوّلين. وبعدهما:

  /

  هل من⁣(⁣١) رسول إليّ يخبرني ... بعد عشاء ببعض ما ائتمروا

  يوم ظللنا وعندنا ولنا ... فيهنّ لو طال يومنا وطر

  فلما كانت الليلة القابلة بعث إليّ عمر فأتيته وإذا الغريض عنده. فقال له عمر: هات؛ فاندفع يغنّي:

  هل عند رسم برامة خبر ... أم لا فأيّ الأشياء تنتظر

  ومجلس النّسوة الثلاث لدى ال ... خيمات حتى تبلَّج السحر

  فقلت في نفسي: هذا واللَّه صفة ما كنّا فيه، فسكتّ حتى فرغ الغريض من الشعر كلَّه؛ فقلت: يا أبا الخطَّاب، جعلت فداك! هذا واللَّه صفة ما كنّا فيه البارحة مع النّسوة. فقال: إن ذلك ليقال.

  أغلظ موسى بن مصعب أمير الموصل الكلام لبعض عماله فأجابه بالمثل وفرّ:

  وذكر أحمد بن الحارث عن المدائنيّ عن عليّ بن مجاهد قال:

  إنّ موسى بن مصعب كان على الموصل، فاستعمل رجلا من أهل حرّان على كورة باهذرا⁣(⁣٢) وهي أجلّ كور الموصل، فأبطأ عليه الخراج؛ فكتب إليه:

  هل عند رسم برامة خبر ... أم لا فأيّ الأشياء تنتظر

  / احمل ما عندك يا ماصّ بظر أمه، وإلا فقد أمرت رسولي بشدّك وثاقا ويأتي بك. فخرج الرجل وأخذ ما كان معه من الخراج فلحق بحرّان، وكتب إليه: يا عاضّ بظر أمّه! إليّ تكتب بمثل هذا!

  وإذا أهل بلدة أنكروني ... عرفتني الدّوّيّة⁣(⁣٣) الملساء

  فلما قرأ موسى كتابه ضحك وقال: أحسن - يعلم اللَّه - الجواب، ولا واللَّه لا أطلبه أبدا. وفي غير هذه الرواية أنه كتب إليه في آخر رقعة:

  إنّ الخليط الألى تهوى قد ائتمروا ... للبين ثم أجدّوا السير فانشمروا

  يا بن الزّانية! والسلام. ثم هرب، فلم يطلبه.

  إسحاق الموصلي ولحن للغريض:

  أخبرنا الحسين بن يحيى عن حمّاد قال قال أبي:

  غنّاني رجل من أهل المدينة لحن الغريض:


(١) انظر الحاشية رقم ٣ ص ٣٢٩ من هذا الجزء.

(٢) كذا في أ، م. و «معجم ياقوت» في الكلام على الموصل. وفي ح: «يا هذرا» بالياء المثناة من تحت. وفي سائر الأصول: «باهدرا» بالباء الموحدة والدال المهملة، وكلاهما تصحيف.

(٣) الدوّية: الفلاة البعيدة الأطراف المستوية الواسعة.