22 - ذكر ابن جامع وخبره ونسبه
  هل عند رسم برامة خبر ... أم لا فأيّ الأشياء تنتظر
  فسألته أن يلقيه عليّ، فقال: لا إلا بألف درهم؛ فلم أسمح له بذلك. ومضى فلم ألقه. فو اللَّه يا بنيّ ما ندمت على شيء قطَّ ندمي على ذلك، ولوددت أنّي وجدته الآن فأخذته منه كما سمعته وأخذ منّي ألف دينار مكان الألف الدرهم.
  خبر
  تعيّرنا أنّا قليل عديدنا
  الشعر لشريح بن السّموءل بن عادياء. ويقال: إنه للسموءل. وكان من يهود يثرب؛ وهو الذي يضرب به المثل في الوفاء فيقال: «أو في من السّموءل».
  / وكان السبب في ذلك فيما ذكر ابن الكلبيّ وأبو عبيدة وحدّثني به محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثنا يحيى بن سعيد الأمويّ عن محمد بن السائب الكلبيّ قال:
  كان امرؤ القيس بن حجر أودع السموءل بن عادياء أدراعا(١)؛ فأتاه الحارث بن ظالم - ويقال /: الحارث بن أبي شمر الغسّاني - ليأخذها منه؛ فتحصّن منه السموءل؛ فأخذ ابنا له غلاما وناداه: إمّا أن تسلَّم الأدراع وإما أن قتلت ابنك؛ فأبى السموءل أن يسلَّم الأدراع إليه؛ فضرب الحارث وسط الغلام بالسيف فقطعه اثنين(٢). فقال السموءل:
  وفيت بأدرع الكنديّ إنّي ... إذا ما خان أقوام وفيت
  وأوصى عاديا يوما(٣) بألَّا ... تهدّم يا سموءل ما بنيت
  بنى لي عاديا حصنا حصينا ... وماء(٤) كلَّما شئت استقيت
  وفي هذه القصيدة يقول:
  صوت
  أعاذلتي ألا لا تعذليني ... فكم من أمر عاذلة عصيت
  دعيني وارشدي إن كنت أغوى ... ولا تغوى - زعمت - كما غويت
  أعاذل قد طلبت(٥) اللَّوم حتى ... لو اني منته لقد انتهيت
  وصفراء المعاصم قد دعتني ... إلى وصل فقلت لها أبيت
(١) في ح: «أدراعا مائة».
(٢) كذا في ح، ء. وفي سائر الأصول: «باثنين».
(٣) رواية هذا الشطر في ديوانه:
وأوصى عاديا جدي بألا
(٤) في «مجمع الأمثال» للميداني: «بئرا». في ديوانه: «عينا».
(٥) كذا في جميع الأصول. ولعلها: «أطلت».