22 - ذكر ابن جامع وخبره ونسبه
  /
  وزقّ قد جررت إلى النّدامى ... وزقّ قد شربت وقد سقيت
  وحتى لو يكون فتى أناس ... بكى من عذل عاذلة بكيت
  عروضه من الوافر. والشعر للسّموءل بن عادياء. والغناء لابن محرز في الأوّل والثاني والرابع والخامس خفيف ثقيل أوّل بالسبّابة في مجرى الوسطى. وغنّى فيها مالك خفيف ثقيل بالبنصر في الأوّل والثاني. وغنّى دحمان أيضا في الأوّل والثاني والرابع والخامس رملا بالوسطى. وغنّى عبد الرحيم الدّفّاف في الأوّل والثاني رملا بالبنصر.
  وفي هذه الأبيات لابن سريج لحن في الرابع وما بعده. ثم في سائر الأبيات لحن ذكره يونس ولم ينسبه(١).
  ولإبراهيم الموصليّ فيها لحن غير منسوب أيضا.
  أسر الأعشى رجل من كلب وهو لا يعرفه ثم أطلقه بشفاعة شريح بن السموءل فلما عرف ذلك ندم:
  حدّثني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثني سليمان بن أبي شيخ قال حدّثنا يحيى بن سعيد الأمويّ قال حدّثني محمد بن السائب الكلبيّ قال:
  هجا الأعشى رجلا من كلب فقال:
  بنو الشهر الحرام فلست منهم ... ولست من الكرام بني عبيد
  ولا من رهط جبّار بن قرط ... ولا من رهط حارثة بن زيد
  - قال: وهؤلاء كلهم من كلب - فقال الكلبيّ: أنا، لا أبالك، أشرف من هؤلاء. قال: فسبّه الناس بعد بهجاء الأعشى، وكان متغيّظا عليه. فأغار الكلبيّ على قوم قد بات بهم الأعشى فأسر منهم نفرا وأسر الأعشى وهو لا يعرفه؛ فجاء حتى نزل بشريح بن السموءل بن عادياء الغسّاني صاحب تيماء(٢) بحصنه الذي يقال له الأبلق(٣). فمرّ شريح بالأعشى، فنادى به الأعشى بقوله:
  /
  شريح لا تتركنّي بعد ما علقت ... حبالك اليوم بعد القدّ(٤) أظفاري
  قد جلت ما بين بانقيا(٥) إلى عدن ... فطال في العجم تردادي(٦) وتسياري
  فكان أكرمهم عهدا وأوثقهم ... عقدا أبوك بعرف غير إنكار
  كالغيث ما استمطروه جاد وابله ... وفي الشدائد كالمستأسد الضّاري
  / كن كالسموءل إذ طاف الهمام به ... في جحفل كسواد الليل جرّار
  إذ سامه خطَّتي خسف فقال له ... قل ما تشاء فإنّي سامع حار
  فقال غدر وثكل أنت بينهما ... فاختر وما فيهما حظَّ لمختار
(١) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «ولم يجنسه».
(٢) تيماء: بليدة في أطراف الشام، بين الشام ووادي القرى على طريق حاج الشام ودمشق.
(٣) قيل له الأبلق لأنه كان في بنائه بياض وحمرة، وقيل: لأنه بني من حجارة مختلفة الألوان.
(٤) القد: القيد.
(٥) بانقيا: ناحية من نواحي الكوفة.
(٦) كذا في ديوانه المطبوع بمطبعة التقدّم بمصر. وفي الأصول: «تكراري».