1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه
  إذا استنزلوا عنهنّ للطعن أرقلوا ... إلى الموت إرقال الجمال المصاعب
  فجعل أصحابه يتعجّبون ويقولون: انظروا إلى هذا! كان قبيل [الصبح](١) يسبّح وهو الآن ينشد الشعر.
  قال(٢): وأمر يزيد عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك بن / مروان فوقف بباب الجابية فنادى: [من كان له عطاء فليأت إلى عطائه، ومن لم يكن له عطاء فله ألف درهم معونة](٣)؛ فبايع له الناس وأمر بالعطاء. قال: وندب يزيد بن الوليد الناس إلى قتال الوليد بن يزيد مع عبد العزيز، وقال: من انتدب معه فله ألفان، فانتدب ألفا رجل؛ فأعطاهم وقال: موعدكم ذنبة(٤)؛ فوافى ذنبة ألف ومائتا رجل؛ فقال: ميعادكم مصنعة بالبرّيّة وهي لبنى عبد العزيز بن الوليد؛ فوافاه ثمانمائة رجل، فسار فوافاهم ثقل(٥) الوليد فأخذوه ومع عبد العزيز فرسان منهم منصور بن جمهور ويعقوب بن عبد الرحمن السّلميّ والأصبغ بن ذؤالة وشبيب بن أبي مالك الغسّانيّ وحميد بن نصر اللَّخميّ، فأقبلوا فنزلوا قريبا من الوليد. فقال الوليد: أخرجوا لي سريرا فأخرجوه فصعد عليه. وأتاه خبر العباس بن الوليد: إنّي أجيئك. وأتي الوليد بفرسين الذائد(٦) والسّنديّ؛ وقال: أعليّ يتواثب الرجال وأنا أثب على الأسد وأتخصّر(٧) الأفاعي!. وهم ينتظرون العباس أن يأتيهم ولم يكن بينهم كبير قتال، فقتل / عثمان(٨) الخشبيّ، وكان من أولاد الخشبيّة الذين كانوا مع المختار(٩). وبلغ عبد العزيز بن الحجّاج أن العباس بن الوليد يأتي الوليد؛ فأرسل منصور بن جمهور في جريدة(٩) خيل وقال: إنكم تلقون العباس بن الوليد ومعه بنوه في الشّعب فخذوه. وخرج منصور / في تلك الخيل وتقدّموا إلى الشّعب، وإذا العبّاس ومعه ثلاثون(١٠) قد تقدّموا أصحابه؛ فقال له: اعدل إلى عبد العزيز، فشتمهم؛ فقال له منصور: واللَّه لئن تقدّمت لأنفذنّ حصينك(١١) بالرّمح؛ فقال: إنا للَّه! فأقبلوا به يسوقونه إلى عبد العزيز، فقال له عبد العزيز: بايع ليزيد؛ فبايع ووقف؛ ونصبوا(١٢) راية وقالوا: هذا العباس قد بايع. ونادى منادي عبد العزيز؛ من لحق بالعباس بن الوليد فهو آمن؛ فقال العباس: إنا للَّه! خدعة من خدع الشيطان! هلك واللَّه بنو مروان!. فتفرّق الناس عن الوليد وأتوا العباس. وظاهر الوليد في درعين وقاتلهم. وقال الوليد: من جاء برأس فله خمسمائة درهم، فجاء جماعة بعدّة رؤوس، فقال: اكتبوا أسماءهم؛ فقال له رجل من
(١) التكملة عن «الطبري» (ق ٢ ص ١٧٩١ طبع أوروبا).
(٢) في أ، ء، م: «قالوا».
(٣) هذه العبارة التي بين قوسين عبارة «الطبري». وفي الأصول: «ألا من كان له عطاء فله أربعون دينارا في العطاء ومعونة ألف درهم فبايعه ... إلخ».
(٤) كذا في «الطبري». وهي موضع بعينه من أعمال دمشق. وفي الأصول: «دنية» وهو تصحيف.
(٥) الثقل: المتاع.
(٦) في الأصول: «الزابد». والتصويب عن «نسب الخيل» لهشام بن محمد الكلبي (ص ٤٤) طبع ليدن و «شرح القاموس» مادة «ذود».
(٧) كذا في «الطبري». وتخصر: أخذ المخصرة (العصا) بيده وأمسكها. وفي الأصول: «وأعض».
(٨) كذا في «الطبري» (قسم ٢ ص ١٧٩٨، ١٨٠٤). وكان من أصحاب الوليد بن يزيد. وفي الأصول: «يزيد بن عثمان الخشبي» وهو خطأ.
(٩) يريد المختار بن أبي عبيد. خرج بالكوفة سنة ست وستين مطالبا بدم الحسين ¥ وأهل بيته وذلك في سلطان ابن الزبير وأخرج عن الكوفة عبد اللَّه بن مطيع عامل ابن الزبير، ثم قتله مصعب بن الزبير.
(١٠) كذا في أ، ء، م. وفي ب، س، ح: «ومعه بنوه». وعبارة الطبري: «في ثلاثين من بنيه».
(١١) كذا في «الطبري»: وقال: «يعني درعك»: وفي الأصول: «خصيتيك»، وهو تحريف.
(١٢) كذا في «الطبري». وفي الأصول: «ونصب».