كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه

صفحة 59 - الجزء 7

  أبو علاقة القضاعيّ / وخاط الضربة / التي في وجهه بالعقب⁣(⁣١)، وقدم بالرأس على يزيد، قدم به روح بن مقبل، وقال: أبشر يا أمير المؤمنين بقتل الفاسق، فاستتمّ الأمر له وأحسن صلته. ثم كان من خلع يزيد بعد ذلك ما ليس هذا موضع ذكره.

  قال: ولما قتل الوليد بن يزيد جعل أبو محجن مولى خالد القسريّ يدخل سيفه في است الوليد وهو مقتول.

  فقال الأصبغ بن ذؤالة الكلبيّ في قتل الوليد وأخذهم ابنيه:

  من مبلغ قيسا وخندف كلَّها ... وساداتهم من عبد شمس وهاشم

  قتلنا أمير المؤمنين بخالد⁣(⁣٢) ... وبعنا وليّ عهده بالدراهم

  وقال أبو محجن مولى خالد:

  لو شاهدوا حدّ سيفي حين أدخله ... في است الوليد لماتوا عنده كمدا

  كان عمر الوادي يغنيه حين قتل

  : أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن هشام بن الكلبيّ عن جرير قال:

  قال لي عمر الوادي: كنت أغنّي الوليد أقول:

  صوت

  كذبتك نفسك أم رأيت بواسط ... غلس⁣(⁣٣) الظلام من الرّباب خيالا

  قال: فما أتممت الصوت حتى رأيت رأسه قد فارق بدنه ورأيته يتشحّط في دمه. يقال: إن اللحن في هذا الشعر لعمر الوادي، ويقال: لابن جامع.

  أخذ يزيد الحكم وعثمان ولي عهد الوليد وحبسهما وشتمهما

  : قالوا: وكان عثمان والحكم ابنا الوليد قد بايعهما بالعهد بعده، فتغيّبا فأخذهما يزيد بعد ذلك فحبسهما في الخضراء⁣(⁣٤) ودخل عليهما يزيد الأفقم بن هشام فجعل يشتم أباهما الوليد وكان قد ضربه وحلقه⁣(⁣٥)، فبكى الحكم، فقال عثمان أخوه: اسكت يا أخي؛ وأقبل على يزيد فقال: أتشتم أبي! قال: نعم؛ قال: لكني لا أشتم عمّي هشاما، وو اللَّه لو كنت من بني مروان ما شتمت أحدا منهم، فانظر إلى وجهك فإن كنت رأيت حكميّا⁣(⁣٦) يشبهك أوله مثل وجهك فأنت منهم، لا واللَّه ما في الأرض حكميّ يشبهك.


(١) العقب: العصب الذي تعمل منه الأوتار.

(٢) هو خالد بن عبد اللَّه القسري، وقد كان الوليد سلمه ليوسف بن عمر فبسط عليه العذاب حتى قتله (راجع تفصيل مقتله في «الطبري» قسم ٢ ص ١٨١٢ وما بعدها).

(٣) كذا في ب، س و «اللسان» مادة غلس. وفي سائر النسخ: «وسط الظلام». والبيت للأخطل.

(٤) الخضراء: موضع باليمامة، وهي أيضا حصن باليمن كما في ياقوت، ولعلها أيضا موضع بالشام لم تذكره معاجم البلدان.

(٥) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «وخلعه» وهو تحريف.

(٦) يعني من ينسب إلى الحكم بن أبي العاص والد مروان رأس هذه الأسرة.