1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه
  ندم أيوب السختياني لمقتله تخوّفا من الفتنة
  : أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث عن المدائنيّ عن مسلمة بن محارب قال:
  لما قتل الوليد قال أيّوب(١) السّختيانيّ: ليت القوم تركوا لنا خليفتنا لم يقتلوه. قال: وإنما قال ذلك تخوّفا من الفتنة.
  لعن الرشيد قاتليه
  : أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث عن المدائنيّ:
  أن ابنا للغمر بن يزيد بن عبد الملك دخل على الرشيد، فقال: ممّن أنت؟ قال: من قريش، قال: من أيّها؟
  فأمسك قال: قل وأنت آمن، ولو أنك مروانيّ، قال: أنا ابن الغمر بن يزيد. قال: رحم اللَّه عمّك ولعن يزيد الناقص وقتلة عمّك جميعا، فإنهم قتلوا خليفة مجمعا عليه، ارفع إليّ حوائجك، فقضاها.
  / رمى عند المهدي بالزندقة فدافع عنه:
  أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ قال حدّثنا الغلابيّ قال حدّثنا العلاء(٢) بن سويد المنقريّ قال:
  ذكر ليلة المهديّ أمير المؤمنين الوليد بن يزيد فقال: كان ظريفا أديبا. فقال له شبيب بن شيبة:
  يا أمير المؤمنين إن رأيت ألَّا تجري ذكره على سمعك ولسانك فافعل فإنه كان زنديقا؛ فقال: اسكت، فما كان اللَّه ليضع خلافته عند من يكفر به. هكذا رواه الصّوليّ.
  دافع عنه ابن علاثة الفقيه لدى المهدي
  : وقد أخبرنا به أحمد بن عبد العزيز إجازة قال حدّثنا عمر بن شبّة قال أخبرنا عقيل(٣) بن عمرو قال أخبرني شبيب بن شيبة عن أبيه قال: كنّا جلوسا عند / المهديّ فذكروا الوليد بن يزيد، فقال المهديّ: أحسبه كان زنديقا، فقام ابن علاثة الفقيه فقال: يا أمير المؤمنين، اللَّه ø أعظم من أن يولَّي خلافة النبوة وأمر الأمّة من لا يؤمن باللَّه، لقد أخبرني من كان يشهده في ملاعبه وشربه عنه بمروءة في طهارته وصلاته، وحدّثني أنه كان إذا حضرت الصلاة يطرح ثيابا كانت عليه من مطيّبة ومصبّغة ثم يتوضأ فيحسن الوضوء ويؤتى بثياب بيض نظاف من ثياب الخلافة فيصلَّي فيها أحسن صلاة بأحسن قراءة وأحسن سكوت وسكون وركوع وسجود، فإذا فرغ عاد إلى تلك الثياب التي كانت عليه قبل ذلك، ثم يعود إلى شربه ولهوه؛ أفهذه أفعال من لا يؤمن باللَّه! فقال له المهديّ: صدقت بارك اللَّه عليك يا بن علاثة.
  وفي جملة المائة الصوت المختارة عدّة أصوات من شعر الوليد نذكرها هاهنا مع أخباره، واللَّه أعلم.
(١) هو أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني العنزي أبو بكر البصري الفقيه أحد الأئمة الأعلام مات سنة ١٣١ هـ.
(٢) في ح: «العلاء بن أبي سويد» ولم نقف عليه في المراجع التي بين أيدينا.
(٣) كذا فيما مر قريبا ص ٦٩ من هذا الجزء وفي جميع الأصول هنا: «عقيل عن عمرو».