كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

2 - ذكر أخبار عمر الوادي ونسبه

صفحة 62 - الجزء 7

٢ - ذكر أخبار عمر الواديّ ونسبه

  نسبه وإعجاب الوليد به

  : هو عمر بن داود بن زاذان. وجدّه زاذان مولى عمرو بن عثمان بن عفّان. وكان عمر مهندسا. وأخذ الغناء عنه حكم وذووه من أهل وادي القرى. وكان قدم إلى الحرم فأخذ من غناء أهله فحذق وصنع فأجاد وأتقن. وكان طيّب الصوت شجيّه مطربا. وكان أوّل من غنّى من أهل وادي القرى؛ واتصل بالوليد بن يزيد في أيام إمارته فتقدّم عنده جدّا، وكان يسمّيه جامع لذّاتي⁣(⁣١) ومحيي طربي. وقتل الوليد وهو يغنّيه، وكان آخر عهده به من الناس. وفي عمر يقول الوليد بن يزيد وفيه غناء:

  صوت

  /

  إنّني فكَّرت في عمر ... حين قال القول فاختلجا

  إنّه للمستنير به ... قمر قد طمّس السّرجا

  ويغنّي الشعر ينظمه ... سيّد القوم الذي فلجا

  أكمل الواديّ صنعته ... في لباب الشعر فاندمجا

  الشعر للوليد بن يزيد. والغناء لعمر الوادي هزج خفيف بالبنصر في مجراها.

  كان الوليد يقدّمه على المغنين

  : أخبرني الحسين بن يحيى ومحمد بن مزيد قالا حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:

  كان عمر الوادي يجتمع مع معبد ومالك وغيرهما من المغنّين عند الوليد بن يزيد، فلا يمنعه حضورهم من تقديمه والإصغاء إليه والاختصاص له. وبلغني أنه كان / لا يضرب وإنما كان مرتجلا، وكان الوليد يسمّيه جامع لذّاتي. قال: وبلغني أن حكما الواديّ وغيره من مغنّي وادي القرى أخذوا عنه الغناء وانتحلوا أكثر أغانيه.

  غضب الوليد على أبى رقية فاسترضاه عنه

  : قال إسحاق وحدّثني عبد السلام بن الرّبيع:

  أنّ الوليد بن يزيد كان يوما جالسا وعنده عمر الوادي وأبو رقيّة، وكان ضعيف العقل وكان يمسك المصحف على أمّ الوليد؛ فقال الوليد لعمر الوادي وقد غنّاه صوتا: أحسنت واللَّه، أنت جامع لذّاتي، وأبو رقيّة مضطجع وهم


(١) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «لذتي» بالأفراد. وقد وردت هذه الكلمة بعد ذلك مختلفة في المواضع التي ذكرت فيها.