2 - ذكر أخبار عمر الوادي ونسبه
  حوراء ثاني ثقيل. وفيه خفيف رمل ينسب إلى عمر الوادي، وهو بعض هذا اللحن الذي حكاه عن الراعي ولا أعلم لمن هو. وهذه الأبيات من قصيدة لكثيّر سائرها في الغزل وهي من جيّد غزله ومختاره. وتمام الأبيات بعد ما مضى منها:
  /
  فتلك التي أصفيتها بمودّتي ... وليدا ولمّا يستبن لي نهودها
  وقد قتلت نفسا بغير جريرة ... وليس لها عقل(١) ولا من يقيدها
  فكيف يودّ القلب من لا يودّه ... بلى قد تريد النفس من لا يريدها
  ألا ليت شعري بعدنا هل تغيّرت ... عن العهد أم أمست كعهدي عهودها
  إذا ذكرتها النفس جنّت بذكرها ... وريعت وحنّت واستخفّ جليدها
  فلو كان ما بي بالجبال لهدّها ... وإن كان في الدنيا شديدا هدودها
  ولست وإن أوعدت فيها بمنته ... وإن أوقدت نار فشبّ وقودها
  أبيت نجيّا للهموم مسهّدا ... إذا أوقدت نحوي بليل وقودها(٢)
  فأصبحت ذا نفسين نفس مريضة ... من اليأس ما ينفكّ همّ يعودها
  ونفس إذا ما كنت وحدي تقطَّعت ... كما انسلّ من ذات النّظام فريدها
  فلم تبد(٣) لي يأسا ففي اليأس راحة ... ولم تبدلي جودا فينفع جودها
  أخذ من الوليد خاتم ياقوت بصوت اقترحه عليه
  : أخبرني محمد بن مزيد قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن أيّوب بن عباية قال:
  قال عمر الوادي: خرج إليّ الوليد بن يزيد يوما وفي يده خاتم ياقوت أحمر قد كاد البيت يلتمع من شعاعه؛ فقال لي: يا جامع لذّتي، أتحبّ أن أهبه لك؟ قلت: نعم واللَّه يا مولاي؛ فقال: غنّ في هذه الأبيات التي أنشدك فيها واجهد نفسك، فإن أصبت إرادتي وهبته لك؛ فقلت: أجتهد وأرجو التوفيق.
  صوت
  ألا يسليك عن سلمى ... قتير(٤) الشّيب والحلم
  وأنّ الشكّ ملتبس ... فلا وصل ولا صرم ضفلا واللَّه ربّ النا ... س مالك عندنا ظلم
(١) العقل: الدية. وأقاد القاتل بالقتيل: قتله به.
(٢) كذا بالأصول ولعله: «إذا أوفدت ... وفودها»، بالفاء في الكلمتين.
(٣) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «تبذلي»، بالذال المعجمة.
(٤) القتير: أول ما يظهر من الشيب.