3 - أخبار أبي كامل
  وكان يعجب بهما ويقول لجلسائه: أما ترون شمائل الملوك في شعره! ما أبينها(١):
  لي المحض من ودّهم ... ويغمرهم نائلي
  وحين يقول:
  كلَّلاني توّجاني ... وبشعري غنّياني
  وقد نسب إلى الوليد بن يزيد في هذه المائة الصوت المختارة شعر صوتين؛ لأن ذكر سليمى في أحدهما، ولأن الصنعة في الآخر لأبي كامل(٢)؛ فذكرت من ذلك هاهنا صوتين، أحدهما(٣):
  صوت من المائة المختارة
  سليمى تلك في العير(٤) ... قفي نخبرك أو سيري
  إذا ما أنت لم ترثي ... لصبّ القلب مغمور
  فلما أن دنا الصبح ... بأصوات العصافير
  خرجنا نتبع الشمس ... عيونا كالقوارير
  وفينا شادن أحو ... ر من حور اليعافير(٥)
  الشعر ليزيد بن ضبّة. والغناء في اللحن المختار لإسماعيل بن الهربذ، ولحنه رمل مطلق في مجرى الوسطى.
  هكذا ذكر إسحاق في كتاب شجا لابن الهربذ؛ وذكر في موضع آخر أن فيه لحنا لابن زرزور الطائفي رملا آخر بالسبّابة في مجرى البنصر. وذكر إبراهيم أنّ فيه لحنا لأبي كامل ولم يجنّسه. وذكر حبش أن فيه لعطرّد هزجا بالوسطى.
(١) الكلام هنا ناقص ولعله: «ما أبينها في قوله أو حين يقول ... إلخ».
(٢) أبو كامل كان مغني الوليد.
(٣) ذكر المؤلف الصوت الآخر في أخبار إسماعيل بن الهربذ وهو:
امدح الكأس ومن أعملها ... واهج قوما قتلونا بالعطش
إنما الكأس ربيع باكر ... فإذا ما غاب عنا لم نعش
(٤) العير: القافلة.
(٥) اليعافير: الظباء، واحدها يعفور.