4 - أخبار يزيد بن ضبه ونسبه
  وجبّار تركناه كليلا ... وقائد فتنة طاغ أزلنا
  فلا تنسوا مواطننا فإنّا ... إذا ما عاد أهل الجرم عدنا
  وما هيضت مكاسر من جبرنا ... ولا جبرت مصيبة من هددنا
  ألا من مبلغ عنّي هشاما ... فما منّا البلاء ولا بعدنا
  وما كنّا إلى الخلفاء نفضي ... ولا كنّا نؤخّر إن شهدنا
  ألم يك بالبلاء لنا جزاء ... فنجزى بالمحاسن أم حسدنا
  وقد كان الملوك يرون حقّا ... لوافدنا فنكرم إن وفدنا
  ولينا الناس أزمانا طوالا ... وسسناهم ودسناهم وقدنا
  ألم تر من ولدنا كيف أشبى(١) ... وأشبينا وما بهم قعدنا
  نكون لمن ولدناه سماء ... إذا شيمت مخايلنا رعدنا
  وكان أبوك قد أسدى إلينا ... جسيمة أمره وبه سعدنا
  كذلك أوّل الخلفاء كانوا ... بنا جدّوا كما بهم جددنا
  هم آباؤنا وهم بنونا ... لنا جبلوا كما لهم جبلنا
  ونكوي بالعداوة من بغانا ... ونسعد بالمودّة من وددنا
  / نرى حقّا لسائلنا علينا ... فنحبوه ونجزل إن وعدنا
  ونضمن جارنا ونراه منّا ... فنرفده فنجزل إن رفدنا
  وما نعتدّ دون المجد مالا ... إذا يغلى بمكرمة أفدنا
  وأتلد مجدنا أنّا كرام ... بحدّ المشرفيّة عنه ذدنا
  هنأ الوليد بالخلافة فأعطاه لكل بيت ألف درهم
  : قال: فلم يزل مقيما بالطائف إلى أن ولي الوليد بن يزيد الخلافة، فوفد إليه. فلما دخل عليه والناس بين يديه جلوس ووقوف على مراتبهم هنّأه بالخلافة؛ فأدناه الوليد وضمّه إليه، وقبّل يزيد بن ضبّة رجليه والأرض بين يديه؛ فقال الوليد لأصحابه: هذا طريد الأحول لصحبته إيّاي وانقطاعه إليّ. فاستأذنه يزيد في الإنشاد وقال له:
  يا أمير المؤمنين، هذا اليوم الذي نهاني عمّك هشام عن الإنشاد فيه قد بلغته بعد يأس، والحمد للَّه على ذلك. فأذن له، فأنشده:
  سليمى تلك في العير ... قفي أسألك أو سيري
(١) أشبى الرجل: ولد له ولد ذكي. قال ذو الإصبع العدواني:
وهم إن ولدوا أشبوا ... بسرّ الحسب المحض