4 - أخبار يزيد بن ضبه ونسبه
  تقاسيها على أين ... بإدلاج(١) وتهجير
  / إذا ما اعصوصب(٢) الآل ... ومال الظَّلّ بالقور
  وراحت تتّقي الشمس ... مطايا القوم كالعور
  إلى أن يفضح(٣) الصبح ... بأصوات العصافير
  لتعتام(٤) الوليد القر ... م أهل الجود والخير
  كريم يهب البزل ... مع الخور(٥) الجراجير
  تراعي حين تزجيها ... هويّا(٦) كالمزامير
  كما جاوبت النّيب ... رباع(٧) الخلج الخور
  ويعطى الذهب الأحم ... ر وزنا بالقناطير
  بلوناه فأحمدنا ... هـ في عسر وميسور
  كريم العود والعنص ... ر غمر غير منزور
  له السّبق إلى الغايا ... ت في ضمّ المضامير
  إمام يوضح الحقّ ... له نور على نور
  مقال من أخي ودّ ... بحفظ الصدق مأثور
  بإحكام وإخلاص ... وتفهيم وتحبير
  قال: فأمر الوليد بأن تعدّ أبيات القصيدة ويعطى لكل بيت ألف درهم؛ فعدّت فكانت خمسين بيتا فأعطي خمسين ألفا. فكان أوّل خليفة عدّ أبيات الشعر / وأعطى على عددها لكل بيت ألف درهم؛ ثم لم يفعل ذلك إلَّا هارون الرشيد، فإنه بلغه خبر جدّي مع الوليد فأعطى مروان بن أبي حفصة ومنصورا النّمريّ لمّا مدحاه وهجوا آل أبي طالب لكل بيت ألف درهم.
  أمره الوليد بمدح فرسه السندي وكانا قد خرجا إلى الصيد
  : قال عبد العظيم وحدّثني أبي وجماعة من أصحاب الوليد:
  أنّ الوليد خرج إلى الصيد ومعه جدّي يزيد بن ضبّة، فاصطاد على فرسه السّنديّ صيدا حسنا، ولحق عليه
(١) الإدلاج: السير في الليل. والتهجير: السير في الهاجرة.
(٢) اعصوصب: اشتد. والآل: السراب. والقور: جمع قارة وهي الجبيل المنقطع عن الجبال أو الصخرة العظيمة.
(٣) أفضح الصبح: بدا. وفي ح: «يفصح» بالصاد المهملة.
(٤) اعتام: اختار واصطفى. يريد: تقصد إليه مختارة له.
(٥) الخور: النوق الغزيرة اللبن. والجراجير: الكرام من الإبل.
(٦) الهويّ: الدويّ في الأذن.
(٧) الرباع: جمع ربع (بضم ففتح) وهو ما ولد من الإبل في أول النتاج. والخلوج: الناقة الكثيرة اللبن التي تحنّ إلى ولدها.