كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

5 - أخبار إسماعيل بن الهربذ

صفحة 80 - الجزء 7

  طوال الدهر إلَّا في كتاب ... ومقدار يوافقه القضاء

  فما يعطى الحريص غنى لحرص ... وقد ينمي لذي الجود الثّراء

  وكلّ شديدة نزلت بحيّ ... سيتبعها إذا انتهت الرّخاء

  يقول فيها:

  أؤمّ فتى من الأعياص ملكا ... أغرّ كأن غرّته ضياء

  لأسمعه غريب الشعر مدحا ... وأثني حيث يتّصل الثناء

  يزيد الخير فهو يزيد خيرا ... وينمي كلَّما أبتغي النّماء

  فضضت كتائب «الأزديّ» فضّا ... بكبشك حين لفّهما اللقاء

  / سمكت⁣(⁣١) الملك مقتبلا جديدا ... كما سمكت على الأرض السماء

  نرجّي أن تدوم لنا إماما ... وفي ملك الوليد لنا رجاء

  «هشام» و «الوليد»⁣(⁣٢) وكلّ نفس ... تريد لك الفناء لك الفداء

  وهي قصيدة طويلة، فأمر له بمائة ناقة من نعم كلب وأن توقّر له برّا وزبيبا، وكساه وأجزل صلته.

  وفد على هشام مادحا فطرده لغلوّه في مدح يزيد

  : قال: ووفد إلى هشام لمّا ولي الخلافة؛ فلمّا رآه قال له: يا ماصّ ما أبقت المواسي من بظر أمّه! ألست القائل:

  هشام والوليد وكلّ نفس ... تريد لك الفناء لك الفداء

  أخرجوه عنّي! واللَّه لا يرزؤني⁣(⁣٣) شيئا أبدا وحرمه. ولم يزل طول أيامه طريدا؛ حتى ولي الوليد بن يزيد؛ فوفد إليه ومدحه مدائح كثيرة، فأجزل صلته.

  شعره في صفة الخمر ومدحها

  : حدّثني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني عبيد اللَّه بن محمد الكوفيّ عن العمريّ / الخصّاف عن الهيثم بن عديّ عن حمّاد الراوية أنه أنشده لنابغة بني شيبان:

  أيها⁣(⁣٤) الساقي سقتك مزنة ... من ربيع⁣(⁣٥) ذي أهاضيب وطشّ

  امدح الكأس ومن أعملها ... واهج قوما قتلونا بالعطش


(١) سمك الشيء: رفعه.

(٢) كذا في الأصول وديوانه. ولم تتبين من المقصود بالوليد! الوليد بن عبد الملك وقد مات قبل يزيد هذا أم الوليد بن يزيد وهو ابن الممدوح وقد أسلف مدحه في البيت السابق!.

(٣) لا يرزؤني شيئا: لا يصيب مني شيئا.

(٤) قد وردت هذه القصيدة في ديوانه ببعض اختلاف عما هنا.

(٥) الربيع: المطر في أوّل فصل الربيع. والأهاضيب: حلبات القطر بعد القطر. والطش: المطر الضعيف.