كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

5 - أخبار إسماعيل بن الهربذ

صفحة 82 - الجزء 7

  وهي في الليل إذا ما عونقت ... منية البعل وهمّ المفترش

  وفيها يقول مفتخرا:

  وبنو شيبان حولي عصب ... منهم غلب⁣(⁣١) وليست بالقمش

  وردوا المجد وكانوا أهله ... فرووا والجود عاف⁣(⁣٢) لم ينشّ

  وترى الجرد لدى أبياتهم ... أرنات⁣(⁣٣) بين صلصال وجشّ

  ليس في الألوان منها هجنة⁣(⁣٤) ... وضح البلق ولا عيب البرش

  فبها يحوون أموال العدا ... ويصيدون عليها كلّ وحش

  / دميت أكفالها⁣(⁣٥) من طعنهم ... بالرّدينيّات⁣(⁣٦) والخيل النّجش

  ننهل الخطَّيّ⁣(⁣٧) من أعدائنا ... ثم نفري الهام إن لم نفترش

  فإذا العيس من المحل غدت ... وهي في أعينها⁣(⁣٨) مثل العمش

  / حسّر الأوبار مما لقيت ... من سحاب حاد عنها لم يرشّ⁣(⁣٩)

  خسّف⁣(⁣١٠) الأعين ترعى جوفة⁣(⁣١١) ... همدت أوبارها لم تنتفش

  ننعش العافي ومن لا ذبنا⁣(⁣١٢) ... بسجال الخير من أيد⁣(⁣١٣) نعش

  ذاك قولي وثنائي وهم ... أهل ودّي خالصا في غير غشّ

  فسلوا شيبان إن فارقتهم ... يوم يمشون إلى قبري بنعش


(١) الغلب: جمع أغلب وهو الغليظ الرقبة. والقمش (بالسكون ونقلت حركة الأخير هاهنا إلى الساكن قبله للوقف): زعانف الناس وأرذالهم.

(٢) العافي: الوافي. ولم ينش: لم ينضب.

(٣) كذا في «ديوانه»، والأرنات: النشيطات. وفي الأصول: «كرباب». والصلصال: الحمار المصوّت. وجش: جمع أجش وهو الغليظ الصوت. ورواية هذا البيت والذي بعده في «ديوانه»:

وترى الخيل لدى أبياتهم ... كل جرداء وساجيّ همش

ليس في الألوان منها هجنة ... بلق الغثر ولا عيب برش

يتجاذبن صهيلا في الدجى ... أرنات بين صلصال وجش

(٤) الهجنة: العيب. والبرش: البرص.

(٥) في ب، س: «أكفانهم». وفي سائر الأصول: «أكفالهم». والتصويب عن «ديوانه».

(٦) الردينيات: الرماح نسبة إلى «ردينة» وهي امرأة كانت تقوّمها. والنجش: المستثارة المسرعة.

(٧) الخطيّ: الرمح نسبة إلى الخط وهي مرفأ للسفن بالبحرين. ونفري: نشق. والهام: جمع هامة وهي الرأس. ونفترش: نصرع.

(٨) كذا في «ديوانه». وفي الأصول: «وأعيننا» وهو تحريف.

(٩) أرشت السماء: جاءت بالمطر.

(١٠) خسف الأعين: غائرتها.

(١١) كذا في «الديوان». والجوفة: النبتة الفارغة الجوف. وفي الأصول: «جدبة».

(١٢) في ب، س: «ومن لازمنا».

(١٣) أيد نعش: تنتعش لفعل الكرم والخير.