6 - أخبار أبي دهبل ونسبه
  لأوشك صرف الدهر يفرق بيننا ... ولا يستقيم الدّهر والدهر أعوج
  عسى كربة أمسيت فيها مقيمة ... يكون لنا منها نجاة ومخرج
  فيكبت أعداء ويجذل آلف ... له كبد من لوعة الحبّ تلعج
  وقلت لعبّاد وجاء كتابها ... لهذا وربّي كانت العين تخلج
  وإنّي لمحزون عشيّة زرتها ... وكنت إذا ما جئتها لا أعرّج
  أخطَّط في ظهر الحصير كأنني ... أسير يخاف القتل ولهان ملفج
  الملفج: الفقير(١) المحتاج.
  وأشفق قلبي من فراق خليلة ... لها نسب في فرع فهر متوّج
  وكفّ كهدّاب الدّمقس لطيفة ... بها دوس(٢) حنّاء حديث مضرّج(٣)
  / يجول وشاحاها ويغتصّ(٤) حجلها ... ويشبع منها وقف(٥) عاج ودملج
  فلما التقينا لجلجت في حديثها ... ومن آية الصّرم الحديث الملجلج
  شعره في عمرة
  : أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير بن بكَّار قال أنشدني عمّي ومحمد بن الضحّاك عن أبيه محمد بن خشرم ومن شئت من قريش لأبي دهبل في عمرة:
  يا عمر حمّ فراقكم عمرا ... وعزمت منّا النأي والهجرا
  يا عمر شيخك وهو ذو كرم ... يحمي الذّمار ويكرم الصّهرا
  إن كان هذا السحر منك فلا ... ترعي(٦) عليّ وجدّدي السّحرا
  إحدى بني أود كلفت بها ... حملت بلا وتر لنا وترا
  وترى لها دلَّا إذا نطقت ... تركت بنات فؤاده صعرا
  كتساقط الرّطب الجنيّ ... من الأفنان لا بثرا ولا نزرا
  أقسمت ما أحببت حبّكم ... لا ثيّبا خلقت ولا بكرا
(١) من ألفج فهو ملفج (بفتح الفاء وهو نادر كأحصن وأسهب فهو محصن ومسهب بالفتح فيهما): إذا أفلس. والملفج أيضا: اللاصق بالأرض من كرب أو حاجة، والذاهب الفؤاد فرقا. وقد يكون هذا المعنى الأخير أنسب بالسياق.
(٢) الدوس: المراد به هنا التزيين والترتيب.
(٣) مضرج: مصبوغ. وفي س: «مدرج» بالدال المهملة، وهو تحريف.
(٤) كذا في ح ونسخة الشنقيطي مصححة بقلمه. ويغتص: يمتلئ. وفي سائر الأصول: «يفتض» بالفاء والضاد المعجمة، وهو تصحيف.
(٥) الوقف: سوار من عاج. وفي ب، س: «وفق» بتقديم الفاء على القاف، وهو تصحيف.
(٦) الإرعاء: الإبقاء على أخيك؛ هكذا ذكره «اللسان» واستشهد بهذا البيت.