6 - أخبار أبي دهبل ونسبه
  ومقالة فيكم عركت بها ... جنبي(١) أريد بها لك العذرا
  ومريد سرّكم عدلت به ... فيما يحاول معدلا وعرا
  قالت يقيم بنا لنجزيه ... يوما فخيّم عندها شهرا
  ما إن أقيم لحاجة عرضت ... إلَّا لأبلي فيكم العذرا
  قالوا: وفيها يقول:
  صوت
  يلومونني في غير ذنب جنيته ... وغيري في الذنب الذي كان ألوم
  أمنّا أناسا كنت تأتمنينهم ... فزادوا علينا في الحديث وأوهموا(٢)
  وقالوا لنا ما لم يقل ثم كثّروا ... علينا وباحوا بالذي كنت أكتم
  / - غنّى في هذه الأبيات أبو كامل مولى الوليد رملا بالبنصر -.
  وقد منحت عيني القذى لفراقهم ... وعاد لها تهتانها فهي تسجم
  وصافيت نسوانا فلم أر فيهم ... هواي ولا الودّ الذي كنت أعلم
  أليس عظيما أن نكون ببلدة ... كلانا بها ثاو ولا نتكلَّم
  سمع أبو السائب المخزومي شعره فطرب
  : أخبرني حبيب بن نصر قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني أبو غسّان قال:
  سمع أبو السائب المخزوميّ رجلا ينشد قول أبي دهبل:
  أليس عجيبا أن نكون ببلدة ... كلانا بها ثاو ولا نتكلم
  فقال [له](٣) أبو السائب: قف يا حبيبي فوقف؛ فصاح بجارية: يا سلامة أخرجي فخرجت؛ فقال له: أعد بأبي أنت البيت فأعاده؛ فقال: بلى واللَّه إنه لعجيب عظيم وإلا فسلامة حرّة لوجه اللَّه! اذهب فديتك مصاحبا. ثم دخل ودخلت الجارية تقول له: ما لقيت منك! لا تزال تقطعني عن شغلي فيما لا ينفعك ولا ينفعني!.
  قصة لشاب خاطبته عشيقته بشعر أبي دهبل
  : وحدّثني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال: كنّا نختلف إلى أبي العباس المبرّد ونحن أحداث نكتب عن الرّواة ما يروونه من الآداب / والأخبار، وكان يصحبنا فتى من أحسن الناس وجها وأنظفهم ثوبا وأجملهم زيّا ولا نعرف باطن أمره؛ فانصرفنا يوما من مجلس أبي العباس المبرّد وجلسنا في مجلس نتقابل بما كتبناه ونصحّح المجلس الذي
(١) يقال: عركت ذنبه بجنبي إذا احتملته. قال:
إذا أنت لم تعرك بجنبك بعض ما ... يسوء من الأدنى جفاك الأباعد
(٢) أوهموا: نقصوا.
(٣) زيادة عن ح.