كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

11 - ذكر متيم الهشامية وبعض أخبارها

صفحة 215 - الجزء 7

  كان إسحاق يرى أنها ساوته

  : قال عليّ بن محمد وحدّثني أحمد بن حمدون:

  أن إسحاق قال لمتيّم لمّا سمع هذا الصوت منها: أنت أنا فأنا من! يريد أنها قد حلَّت محلَّه وساوته.

  قال عليّ بن محمد وقال جدّي أبو جعفر:

  كانت متيّم تقول:

  صوت

  فلا زلن حسرى ظلَّعا لم حملنها

  الرّمل كلَّه.

  علي بن هشام وعتابه بذل جاريته

  : وحدّثني الهشاميّ قال مدّ عليّ بن هشام يده إلى بذل⁣(⁣١) جاريته في عتاب يعاتبها، ثم ندم على فعله ذلك، ثم أنشأ يقول:

  فليت يدي بانت غداة مددتها ... إليك ولم ترجع بكفّ وساعد

  وغنّت متيّم جاريته فيه في الثقيل الأوّل؛ فكان يقال لبذل جارية عليّ بذل الصغيرة.

  ضرب موسوس بذل بالعود فكان سبب موتها

  : وحدّثني الهشاميّ قال:

  كان⁣(⁣٢) سبب موت بذل هذه أنها كانت ذات يوم جالسة عند المأمون فغنّته، وكان حاضرا في ذلك المجلس موسوس يكنى بأبي الكركدّن من أهل طبرستان / يضحك منه المأمون، فعبثوا به فوثب عليهم وهرب الناس من بين يديه فلم يبق أحد حتى هرب المأمون، وبقيت بذل جالسة والعود في حجرها، فأخذ العود من يدها وضرب به رأسها فشجّها في شابورتها⁣(⁣٣) اليمنى؛ فانصرفت وحمّت، وكان سبب موتها.

  تزوّج المعتصم بذل الصغيرة وبقيت في قصره بعد موته

  : وحدّثني الهشاميّ قال:

  لما مات عليّ بن هشام ومات المأمون، أخذ المعتصم جواري عليّ بن هشام كلَّهن فأدخلهنّ القصر، فتزوّج


(١) في الأصول: «يد جاريته» وهو تحريف.

(٢) وردت هذه الجملة في ح هكذا: «كان سبب موت بذل هذه وذلك أنها كانت ذات يوم جالسة إلخ». وفي سائر الأصول: «كنت سبب موت بذل هذه وذلك أنها كانت ذات يوم دالة ... إلخ» فاعتمدنا نسخة ح مع حذف كلمة «وذلك» لنبوها في ذلك الموضع وعدم ملاءمتها السياق.

(٣) كذا وردت هذه الكلمة في الأصول. وظاهر أنها من أعضاء الرأس ولم نقف عليها في «معاجم اللغة العربية والفارسية».