11 - ذكر متيم الهشامية وبعض أخبارها
  ببذل المغنّية وبقيت عنده إلى أن مات؛ فخرجت بذل الكبيرة والباقون إلا بذل الصغيرة لأنها كانت حرمته فلم يخرجوها(١).
  ويقال: إنه لم يكن في المغنّين أحسن صنعة من علَّويه وعبد اللَّه بن العباس ومتيّم.
  شعر ابن الجهم في متيم الهشامية وأولادها
  : وفي أولادها يقول عليّ بن الجهم:
  بني متيّم هل تدرون ما الخبر ... وكيف يستر أمر ليس يستتر
  حاجيتكم من أبوكم يا بني عصب ... شتّى ولكنّكما للعاهر الحجر(٢)
  غضبت من علي بن هشام وصالحها بشعر
  : قال: وحدّثني جدّي قال: كلَّم عليّ بن هشام متيّم فأجابته جوابا لم(٣) يرضه، فدفع يده في صدرها، فغضبت ونهضت، فتثاقلت عن الخروج إليه. فكتب إليها:
  صوت
  فليت يدي بانت غداة مددتها ... إليك ولم ترجع بكفّ وساعد
  فإن يرجع الرحمن ما كان بيننا ... فلست إلى يوم التّنادي بعائد
  / غنّته متيّم خفيف رمل بالبنصر.
  / عتبت على عليّ بن هشام وترضاها ثم كتب إليها فرضيت:
  قال: وعتبت عليه مرّة فتمادى عتبها، وترضّاها فلم ترض؛ فكتب إليها(٤): الإدلال يدعو إلى الإملال، وربّ هجر دعا إلى صبر، وإنما سمّي القلب قلبا لتقلَّبه. ولقد صدق العباس بن الأحنف حيث يقول:
  ما أراني إلَّا سأهجر من لي ... س يراني أقوى على الهجران
  قد حدا بي إلى الجفاء وفائي(٥) ... ما أضرّ الوفاء بالإنسان
  قال: فخرجت إليه من وقتها [ورضيت](٦).
  كانت تهدي للهشامي نبقا لأنه يحبه
  : وحدّثني الهشاميّ قال:
(١) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «فلم يخرجها» وهو تحريف.
(٢) العاهر: الزاني، أي أن الولد لصاحب الفراش أي لصاحب أم الولد وهو زوجها أو مولاها.
(٣) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «ولم» وهو تحريف.
(٤) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «وقال».
(٥) رواية هذا الشطر في «ديوان العباس بن الأحنف» طبع مطبعة الجوائب بالآستانة و «نهاية الأرب»:
ملني واثقا بحسن وفائي
(٦) التكلمة عن «نهاية الأرب».