كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

11 - ذكر متيم الهشامية وبعض أخبارها

صفحة 216 - الجزء 7

  ببذل المغنّية وبقيت عنده إلى أن مات؛ فخرجت بذل الكبيرة والباقون إلا بذل الصغيرة لأنها كانت حرمته فلم يخرجوها⁣(⁣١).

  ويقال: إنه لم يكن في المغنّين أحسن صنعة من علَّويه وعبد اللَّه بن العباس ومتيّم.

  شعر ابن الجهم في متيم الهشامية وأولادها

  : وفي أولادها يقول عليّ بن الجهم:

  بني متيّم هل تدرون ما الخبر ... وكيف يستر أمر ليس يستتر

  حاجيتكم من أبوكم يا بني عصب ... شتّى ولكنّكما للعاهر الحجر⁣(⁣٢)

  غضبت من علي بن هشام وصالحها بشعر

  : قال: وحدّثني جدّي قال: كلَّم عليّ بن هشام متيّم فأجابته جوابا لم⁣(⁣٣) يرضه، فدفع يده في صدرها، فغضبت ونهضت، فتثاقلت عن الخروج إليه. فكتب إليها:

  صوت

  فليت يدي بانت غداة مددتها ... إليك ولم ترجع بكفّ وساعد

  فإن يرجع الرحمن ما كان بيننا ... فلست إلى يوم التّنادي بعائد

  / غنّته متيّم خفيف رمل بالبنصر.

  / عتبت على عليّ بن هشام وترضاها ثم كتب إليها فرضيت:

  قال: وعتبت عليه مرّة فتمادى عتبها، وترضّاها فلم ترض؛ فكتب إليها⁣(⁣٤): الإدلال يدعو إلى الإملال، وربّ هجر دعا إلى صبر، وإنما سمّي القلب قلبا لتقلَّبه. ولقد صدق العباس بن الأحنف حيث يقول:

  ما أراني إلَّا سأهجر من لي ... س يراني أقوى على الهجران

  قد حدا بي إلى الجفاء وفائي⁣(⁣٥) ... ما أضرّ الوفاء بالإنسان

  قال: فخرجت إليه من وقتها [ورضيت]⁣(⁣٦).

  كانت تهدي للهشامي نبقا لأنه يحبه

  : وحدّثني الهشاميّ قال:


(١) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «فلم يخرجها» وهو تحريف.

(٢) العاهر: الزاني، أي أن الولد لصاحب الفراش أي لصاحب أم الولد وهو زوجها أو مولاها.

(٣) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «ولم» وهو تحريف.

(٤) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «وقال».

(٥) رواية هذا الشطر في «ديوان العباس بن الأحنف» طبع مطبعة الجوائب بالآستانة و «نهاية الأرب»:

ملني واثقا بحسن وفائي

(٦) التكلمة عن «نهاية الأرب».