كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

جميل

صفحة 288 - الجزء 8

  ٢ - نسب جميل وأخباره

  هو جميل بن عبد اللَّه⁣(⁣١) بن معمر بن الحارث⁣(⁣٢) بن ظبيان وقيل ابن معمر بن حنّ⁣(⁣٣) بن ظبيان بن قيس بن جزء بن ربيعة بن حرام بن ضنّة⁣(⁣٤) بن عبد بن كثير بن عذرة بن سعد - وهو هذيم، وسمّي بذلك إضافة لاسمه إلى عبد لأبيه يقال له هذيم كان يحضنه فغلب عليه - ابن زيد بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة. والنسّابون مختلفون في قضاعة، فمنهم من يزعم أن قضاعة ابن معدّ وهو أخو نزار بن معدّ لأبيه وأمّه، وهي معانة بنت جوسم⁣(⁣٥) بن جلهمة بن عامر بن عوف بن عديّ بن دبّ بن جرهم؛ ومنهم من يزعم أنهم من حمير. وقد ذكر جميل ذلك في شعره فانتسب معدّيّا فقال:

  أنا جميل في السّنام من معدّ ... في الأسرة الحصداء⁣(⁣٦) والعيص الأشدّ

  وقال راجز من قضاعة ينسبهم إلى حمير:

  قضاعة الأثرون خير معشر ... قضاعة بن مالك بن حمير

  ولهم في هذا أراجيز كثيرة. إلَّا أنّ قضاعة اليوم تنسب كلَّها في حمير، فتزعم أن قضاعة ابن مالك بن مرّة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب / بن قحطان. وقال القحذميّ: اسم سبأ عامر؛ وإنما قيل له سبأ لأنه أوّل من سبى النساء. وكان يقال له عب الشمس⁣(⁣٧)، أي عديل الشمس؛ سمّي بذلك لحسنه. ومن زعم من هؤلاء أنّ قضاعة ليس ابن معدّ ذكر أن أمّه عكبرة⁣(⁣٨) (امرأة من سبأ) كانت تحت مالك بن عمر فمات عنها وهي حامل، فخلفه عليها معدّ بن عدنان، فولدت قضاعة على فراشه. وقال: مؤرّج بن عمرو: هذا قول أحدثوه بعد وصنعوا شعرا ألصقوه به ليصحّحوا هذا القول، وهو:

  يأيّها الدّاعي ادعنا وأبشر ... وكن قضاعيّا ولا تنزّر


(١) في «الشعر والشعراء»: «وقد يقال فيه جميل بن معمر بن عبد اللَّه».

(٢) في «تهذيب تاريخ ابن عساكر» و «ابن خلكان» و «شرح القاموس» (مادة صبح): «صباح» بدل الحارث.

(٣) كذا في ابن خلكان: وفيه ... ابن ظبيان بن حن بضم الحاء المهملة وتشديد النون ابن ربيعة بن حرام ... إلخ». وفي ح:

«خيبري» ويؤيده ما في «شرح القاموس» (مادة خبر) حيث قال: «وجميل بن معمر بن خيبري العذري الشاعر المشهور». وهو محرف في سائر الأصول.

(٤) كذا في «شرح القاموس» (مادة ضن). وفي الأصول «ضبة» بالباء الموحدة، وهو تصحيف.

(٥) في «الطبري» ق ١ ص ٦٧٥ طبع أوروبا: «جرشم» وفي نسخة أشير إليها بهامشه: «جوشم».

(٦) الحصداء: القوية.

(٧) عب الشمس (بالتخفيف والتشديد): ضوءها.

(٨) ورد في صبح الأعشى للقلقشندي (ح ١ ص ٣١٥) بعد ما ذكر خلاف بعض النسابة في قضاعة ما نصه: «قال السهيلي: إن أم قضاعة (وهي جكرة) مات عنها مالك بن حمير وهي حامل فتزوجها بعده بعد معد بن عدنان فولدت قضاعة على فراشه فتبناه فنسب إليه».