كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أبو دلف

صفحة 405 - الجزء 8

  / فأمّا ما ذكرت من رواية ثعلب في الأبيات التي فيها الغناء فإنه أنشدها عن أبي حاتم عن الأصمعيّ أن أبا الحضير أنشده لعمرو بن عقيل بن الحجّاج الهجيميّ:

  أمّا القطاة فإني سوف أنعتها ... نعتا يوافق نعتي بعض ما فيها

  صفراء مطروقة في ريشها خطب ... صفر قوادمها سود خوافيها

  منقارها كنواة القسب قلَّمها ... بمبرد حاذق الكفّين يبريها

  تمشي كمشي فتاة الحيّ مسرعة ... حذار قوم إلى ستر يواريها

  - قال الأصمعيّ: مطروقة يعني أنّ ريشها بعضه فوق بعض. والخطب: لون الرماد، يقال للمشبّه به أخطب -:

  تنتاش صفراء مطروقا بقيّتها ... قد كاد يأزي عن الدّعموص آزيها

  - تنتاش: تتناول بقية من الماء. والمطروق: الماء الذي قد خالطه البول. وقوله: يأزى أي يقلّ عن الدعموص فيخرج منه لقلته. والدّعموص: الصغير من الضفادع وجمعه دعاميص -

  تسقي رذيّين بالموماة قوتهما ... في ثغرة النّحر من أعلى تراقيها

  - الرذيّ: الساقط من الضعف. يعني فرخيها -

  كأنّ هيدبة⁣(⁣١) من فوق جؤجئها ... أو جرو حنظلة لم يعد راميها

  - جرو الحنظل: صغاره. وقوله: لم يعد من العداء، أي لم يعد عليها فيكسرها - /

  تشتقّ من حيث لم تبعد مصعّدة ... ولم تصوّب إلى أدنى مهاويها

  حتى إذا استأنسا للوقت واحتضرت⁣(⁣٢) ... توجّسا الوحي منها عند غاشيها

  - ويروى: حتى إذا استأنسا للصوت. وتوجّسا: تسمّعا. وحيها أي سرعة طيرانها. وغاشيها أي حين تغشاهما وتنتهي إليهما - /

  ترفّعا عن شؤون غير ذاكية ... على لديدي أعالي المهد أدحيها⁣(⁣٣)

  - الذاكية: الشديدة الحركة. والمهد: أفحوصها. ولديداه: جانباه -

  مدّا إليها بأفواه مزيّنة ... صعدا ليستنزلا الأرزاق من فيها

  كأنّها حين مدّاها لجنأتها ... طلى بواطنها بالورس طاليها

  - جنأتها أي جنأت عليهما بصدرها لتزقّهما -

  حثّلين رضّا رفاض البيض عن زغب ... ورق⁣(⁣٤) أسافلها بيض أعاليها

  حثلين: دقيقين ضاويين. رضّا: كسرا. والرّفاض: ما ارفضّ وتفرّق -


(١) الهيدبة: خمل الثوب.

(٢) احتضرت: حضرت.

(٣) الأدحى: موضع البيض الذي يفرخ فيه.

(٤) الورقة: سواد في غبرة.