سعيد بن عبد الرحمن
  ومهما أكن جلدا عليه فإنّني ... على هجرها غير الصّبور ولا الجلد
  إذا سمت نفسي هجرها قطعت(١) به ... فجانبته فيما أسرّ وما أبدي
  كأنّي أرى في هجرها، أيّ ساعة ... هممت به، موتى وفي وصلها خلدي
  ومن أجلها صافيت من لا تردّني ... عليه له قربى ولا نعمة عندي
  وأغضيت عيني من رجال على القذى ... يقولون أقوالا أمضّوا بها جلدي
  وأقصيت من قد كنت أدني مكانه ... وأدنيت من قد كنت أقصيته جهدي
  فإن يك أمسى وصل سلمى خلابة ... فما أنا بالمفتون في مثلها وحدي
  فأصبح ما منّتك دينا مسوّفا ... لواه غريم ذو اعتلال وذو جحد
  تجود بتقريب الذي هو آجل ... من الوعد ممطول وتبخل بالنّقد
  وقد قلت إذ أهدت إلينا تحيّة ... عليها سلام اللَّه من نازح مهدي
  سقي الغيث ذاك الغور ما سكنت به ... ونجدا إذا صارت نواها إلى نجد
  / قال: فجعل ينشدها ودموع الوليد تنحدر على خدّيه حتى فرغ منها. ثم قال له: لن تحتاج إلى رفد أحد ولا معونته ما بقيت، وأمر له بخمسمائة درهم، وقال: ابعث بها إلى أهلك وأقم عندي، فلن(٢) تعدم ما تحبّه ما بقيت.
  فلم يزل معه زمانا، ثم استأذنه وانصرف. وفي بعض هذه الأبيات غناء نسبته:
  صوت
  أبائنة سعدى ولم توف بالعهد ... ولم تشف قلبا أقصدته على عمد
  ومهما أكن جلدا عليه فإنني ... على هجرها غير الصبور ولا الجلد
  الغناء لمالك خفيف ثقيل أوّل بالوسطى عن الهشاميّ. من هذه القصيدة:
  صوت
  وأغضيت عيني من رجال على القذى ... يقولون أقوالا أمضّوا بها جلدي
  إذا سمت نفسي هجرها قطعت به ... فجانبته فيما أسرّ وما أبدي
  الغناء لابن محرز ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو.
  قصته مع عبد الصمد بن عبد الأعلى
  : أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني عمّي ومحمد بن الضحّاك بن عثمان قالا(٣):
(١) أي كلت وأعيت.
(٢) كذا في أ. وفي سائر الأصول «:» فلم «وهو تحريف.
(٣) في الأصول: «قال».