سعيد بن عبد الرحمن
  وفد سعيد بن عبد الرحمن بن حسّان على هشام بن عبد الملك وكان حسن الوجه؛ فاختلف إلى عبد الصمد بن عبد الأعلى مؤدّب الوليد بن يزيد بن عبد الملك، فأراده على نفسه، وكان لوطيّا زنديقا؛ فدخل سعيد على هشام مغضبا وهو يقول:
  إنه واللَّه لولا أنت لم ... ينج منّي سالما عبد الصّمد
  / فقال له هشام: ولماذا؟ قال:
  إنه قد رام منّي خطَّة ... لم يرمها قبله منّي أحد
  / فقال: وما هي؟ قال:
  رام جهلا بي وجهلا بأبي ... يدخل الأفعى إلى خيس الأسد
  قال: فضحك هشام وقال له: لو فعلت به شيئا لم أنكر عليك.
  سأل أبا بكر بن محمد حاجة لدى سليمان بن عبد الملك فلم يقضها وقضاها غيره فهجاه
  : أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثني عمر بن شبّة قال أخبرنا ابن عائشة [لا أعلمه(١) إلا عن أبيه] قال:
  سأل سعيد بن عبد الرحمن بن حسّان صديقا له حاجة - وقال هشام بن محمد في خبره: سأل سعيد بن عبد الرحمن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم حاجة - يكلَّم فيها سليمان بن عبد الملك فلم يقضها له، ففزع فيها إلى غيره فقضاها؛ فقال:
  سئلت فلم تفعل وأدركت حاجتي ... تولَّى سواكم حمدها واصطناعها
  أبى لك كسب الحمد رأي مقصّر ... ونفس أضاق اللَّه بالخير باعها
  إذا ما أرادته على الخير مرّة ... عصاها وإن همّت بشرّ أطاعها
  قال ابن عمّار: وقد أنشدنا هذه الأبيات سليمان بن أبي شيخ لسعيد بن عبد الرحمن ولم يذكر لها خبرا.
  مدح عديّ بن الرقاع شعره
  : أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ قال حدّثنا محمد بن زكريا الغلابيّ عن ابن عائشة قال:
  قال رجل من الأنصار لعديّ بن الرّقاع: أكتبني(٢) شيئا من شعرك. قال: ومن أيّ العرب أنت؟ قال: أنا رجل من الأنصار. قال: ومن منكم القائل:
  /
  إنّ الحمام إلى الحجاز بهيج لي ... طربا ترنّمه إذا يترنّم
  والبرق حين أشيمه متيامنا ... وجنائب الأرواح حين تنسّم
(١) كذا وردت هذه الجملة في الأصول.
(٢) كذا في أ. وأكتبه شعره وغيره: أملاه عليه. وفي سائر الأصول «:» اكتب لي ...