سعيد بن عبد الرحمن
  فقال له: سعيد بن عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت. فقال: عليكم بصاحبكم فاكتب شعره، فلست تحتاج معه إلى غيره.
  وفي أوّل هذه القصيدة غناء نسبته:
  صوت
  برح الخفاء فأيّ ما بك تكتم ... والشّوق(١) يظهر ما تسرّ فيعلم
  وحملت سقما من علائق حبّها ... والحبّ يعلقه الصحيح فيسقم
  الغناء لحكم خفيف رمل بالوسطى عن الهشاميّ، وذكره إبراهيم له ولم يجنّسه وفي هذه القصيدة يقول:
  علويّة أمست ودون وصالها ... مضمار مصر وعابد(٢) والقلزم
  خود تطيف بها نواعم كالدّمى ... مما اصطفى ذو النّقية(٣) المتوسّم
  حلَّين مرجان البحور وجوهرا ... كالجمر فيه على النحور ينظَّم
  قالت وماء العين يغسل كحلها ... عند الفراق بمستهلّ يسجم
  يا ليت أنك يا سعيد بأرضنا ... تلقي المراسي ثاويا وتخيّم
  فتصيب(٤) لذّة عيشنا ورخاءه ... فنكون أجوارا فماذا تنقم
  / لا ترجعنّ إلى الحجاز فإنه ... بلد به عيش الكريم مذمّم
  وهلمّ جاورنا فقلت لها اقصري ... عيش بطيبة ويح غيرك أنعم
  / أيفارق الوطن الحبيب لمنزل ... ناء ويشرى(٥) بالحديث الأقدم
  إنّ الحمام إلى الحجاز يهيج لي ... طربا ترنّمه إذا يترنّم
  والبرق حين أشيمه متيامنا ... وجنائب الأرواح حين تنسّم
  لو لحّ ذو قسم على أن لم يكن ... في الناس مشبهها لبرّ المقسم
  من أجلها تركي القرار وخفضه ... وتجشّمي ما لم أكن أتجشّم
  ولقد كتمت غداة بانت حاجة(٦) ... في الصدر لم يعلم بها متكلَّم
  تشفي برؤيتها السقيم وترتمى ... حبّ القلوب، رميّها لا يسلم
(١) كذا في «تجريد الأغاني» وفي الأصول: «ولسوف».
(٢) كذا في «معجم البلدان» لياقوت في كلامه على القلزم. وعابد: جبل بمصر، وقيل: موضع أو صقع بها. وفي الأصول: «عائذ» وهو تصحيف. والقلزم: بلدة شرقي مصر قرب جبل الطور، إليها يضاف البحر الأحمر فيقال بحر القلزم.
(٣) النيقة: اسم للتنوّق أي التخير.
(٤) كذا في أ، م. وفي سائر الأصول: «فنصيب» بالنون.
(٥) يشرى هنا؛ يباع. يقال: شراه إذا باعه، وشراه إذا ملكه بالشراء، فهو من أفعال الأضداد.
(٦) كذا في ح وفي سائر الأصول: «حاجتي».