كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

الأخطل

صفحة 420 - الجزء 8

  ثم يقول ولو قال:

  ولقد علمت إذا العشا ... ر تروّحت هدج الرئال

  كان شعرا، وإذا زدت فيه تكبهنّ شمالا، كان أيضا شعرا من رويّ آخر.

  أخبرنا أبو خليفة قال حدّثنا محمد بن سلَّام قال حدّثني أبو يحيى الضّبّيّ قال:

  كعب بن جعيل لقّبه الأخطل، سمعه ينشد هجاء فقال: يا غلام إنك لأخطل اللَّسان؛ فلزمته.

  سأل نوح بن جرير عنه أباه فمدحه

  : أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني أحمد بن معاوية قال حدّثنا بعض أصحابنا عن رجل من بني سعد قال:

  / كنت مع نوح بن جرير في ظلّ شجرة، فقلت له: قبحك اللَّه وقبح أباك! أمّا أبوك فأفنى عمره في مديح عبد ثقيف (يعني الحجّاج). وأمّا أنت فامتدحت قثم بن العبّاس فلم تهتد لمناقبه ومناقب آبائه حتى امتدحته بقصر بناه.

  فقال: واللَّه لئن سؤتني في هذا الموضع لقد سؤت فيه أبي: بينا أنا آكل معه يوما وفي فيه لقمة وفي يده أخرى، فقلت: يا أبت، أنت أشعر أم الأخطل؟ فجرض⁣(⁣١) باللَّقمة التي في فيه ورمى بالتي في يده وقال: يا بنيّ، لقد سررتني وسؤتني. فأمّا سرورك إيّاي فلتعهّدك لي مثل هذا وسؤالك عنه. وأما ما سؤتني به فلذكرك رجلا قد مات.

  يا بنيّ أدركت الأخطل وله ناب واحد، ولو أدركته وله ناب آخر لأكلني به، ولكني أعانتني عليه خصلتان: كبر سنّ، وخبث دين.

  آراء الأئمة والشعراء فيه

  : أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد وقال:

  سئل حمّاد الراوية عن الأخطل، فقال: ما تسألوني عن رجل قد حبّب شعره إليّ / النّصرانية!.

  قال إسحاق وحدّثني أبو عبيدة قال قال أبو عمرو: لو أدرك الأخطل يوما واحدا من الجاهليّة ما قدّمت عليه أحدا.

  قال إسحاق وحدّثني الأصمعيّ أن أبا عمرو أنشد بيت شعر، فاستجاده وقال: لو كان للأخطل ما زاد.

  وذكر يعقوب بن السّكَّيت عن الأصمعيّ عن أبي عمرو:

  أنّ جريرا سئل أيّ الثلاثة أشعر؟ فقال: أمّا الفرزدق فتكلَّف منّي ما لا يطيق. وأمّا الأخطل فأشدّنا اجتراء وأرمانا للفرائض. وأمّا أنا فمدينة الشعر.

  / وقال ابن النطَّاح حدّثني الأصمعيّ قال:

  إنما أدرك جرير الأخطل وهو شيخ قد تحطَّم. وكان الأخطل أسنّ من جرير، وكان جرير يقول: أدركته وله


(١) جرض: غص.