نسبه وأخباره
  شعر الفرزدق في بني غدانة وحديث هذا
  : وفي بني غدانة يقول الفرزدق:
  أبني غدانة إنّني حرّرتكم ... فوهبتكم(١) لعطيّه بن جعال
  لولا عطيّة لاجتدعت أنوفكم ... من بين ألأم أعين وسبال(٢)
  وكان عطية استوهب منه أعراضهم لصهر كان بينه وبينهم، وكان عطية سيّدا من سادات بني تميم. فلما سمع هذا الشعر قال: واللَّه لقد امتن عليّ أبو فراس بهذه الهبة وما(٣) تممها حتى ارتجعها، ووصل الامتنان بتحريرهم بأقبح هجاء لهم.
  عطية وشعر جرير فيه
  : قال:
  وكان عطية هذا جوادا، وفيه يقول جرير(٤):
  إن الجواد على المواطن كلها ... وابن الجواد عطية بن جعال
  يهب النجائب لا يملّ عطاءها ... والمقربات كأنهن سعالى(٥)
  شيء عن حارثة
  : وحارثة بن بدر من فرسان بني تميم ووجوهها وساداتها [وجودائها(٦)]، وأحسب أنه قد أدرك النبي ﷺ في حال صباه وحداثته. وهو من ولد(٧) بني الأحنف بن قيس، وليس بمعدود في فحول الشعراء، ولكنه كان يعارض نظراءه الشّعر، وله من ذلك أشياء كثيرة ليست مما يلحقه بالمتقدمين في الشعر والمتصرفين في فنونه.
  هو وابن زياد وقد عاتبه على الشراب
  : أخبرني أحمد بن عبد العزيز [الجوهري(٨)]، قال: أنبأنا عمر بن شبّة، قال: أنبأنا المدائني، قال:
  كان زياد مكرما لحارثة بن بدر، قابلا لرأيه، محتملا لما يعلمه من تناوله الشراب. [فلما ولي عبيد اللَّه بن زياد أخّر حارثة بعض التأخير، فعاتبه على ذلك. فقال له عبيد اللَّه: إنك تتناول الشراب(٩)]. فقال له: قد كان أبوك يعلم
(١) في «الديوان (٧٢٦)»: «ووهبتكم».
(٢) السبال: جمع سبلة، بالتحريك، وهو الشارب.
(٣) أ، ب: تمها.
(٤) أ، ب: «وفيه يقول الشاعر وهو جرير». ولم يرد الشعر في «ديوان» جرير.
(٥) النجائب: جمع نجيبة، وهي الكريمة العتيقة، من النوق والأفراس. والمقربات: جمع مقربة، وهي الفرس يقرب مربطها ومعلفها لكرامتها والسعال: جمع سعلاة، وهي الغول.
(٦) التكملة من أ، ب: «ويقال في جمع الجواد من الرجال: جود، وأجواد، وأجاود، وجوداء.
(٧) أ، ب: «من لدات». واللدات: جمع لدة، وهو من يولد معك.
(٨) تكملة من أ، ب.
(٩) التكملة من س.