كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسبه وأخباره

صفحة 492 - الجزء 8

  رأيت المنايا بادئات وعوّدا ... إلى دارنا سهلا إليها طريقها⁣(⁣١)

  لها نبعة⁣(⁣٢) كانت تقينا فروعها ... فقد تلفت إلَّا قليلا عروقها

  احتراق أخيه

  : قال:

  وكان لحارثة أخ يقال له: دارع⁣(⁣٣)، فأحرق مع ابن الحضرمي بالبصرة.

  هجاؤه لبني سليط وسبب ذلك

  : وقال أحمد يحيى أيضا:

  كان عطية بن جعال يهاجي حارثة بن بدر، ثم اصطلحا. وكان أيضا يهاجيه من قومه العكَّمص، وكانت بنو سليط تروي هجاءه لحارثة بن بدر، فقال حارثة يهجوهم:

  /

  أراوية عليّ بنو سليط ... هجاء الناس يا لبني سليط

  فما لحمي لتأكله سليط ... شبيها بالذكيّ ولا العبيط⁣(⁣٤)

  هو وابن زنيم وابن زياد

  : أخبرنا أحمد بن محمد [بن عبد اللَّه⁣(⁣٥)] بن صالح بن سمح بن عمرة⁣(⁣٦) الأسدي أبو الحسن، قال: أنبأنا حماد بن إسحاق، عن أبيه، قال: قال: روح بن السّكن:

  كان أنس بن زنيم الليثي صديقا لعبيد اللَّه بن زياد، فرأى منه جفوة وأثرة لحارثة بن بدر الغداني، فقال:

  أهان⁣(⁣٧) وأقصى ثم ترجى نصيحتي ... وأيّ امرئ يعطي نصيحته قسرا

  رأيت أكفّ المصلتين عليكم ... ملاء وكفّي من عطاياكم صفرا

  فإن تسألوني ما عليّ وتمنعوا الَّا ... ذي لي لم أسطع على ذلكم صبرا

  رأيتكم تعطون من ترهبونه ... زربية قد وشحّت⁣(⁣٨) حلقا⁣(⁣٩) صفرا

  وإنّي مع الساعي عليكم بسيفه⁣(⁣١٠) ... إذا عظمكم يوما رأيت به كسرا


(١) العوّد: العائدات. والذي في أ، ب: «سهلا إلينا طريقها».

(٢) س: «سعة».

(٣) س: «دراع».

(٤) الذكي: ما ذبح تذكية. والعبيط: لحم الذبيحة السمينة الفتية تنحر من غير داء.

(٥) التكملة من س.

(٦) أ: «شيخ بن عمرة». وفي ب: «شيخ بن عميرة».

(٧) مرت الأبيات الثلاثة الأولى (ص ٣٧٩) منسوبة لحارثة.

(٨) الزربية: الطنفسة. ووشحت: غشيت. وقبل هذا البيت في أ، ب بيت آخر، هو:

فعمدا صدقت الناس عما يريبكم ... ولو شئت أغليت في حربكم قدرا

(٩) س: «خلعا».

(١٠) س: «بسلعة».